المجاهدة الجزائرية والإرهاب الاستعماري ( ج13 )
(0)    
المرتبة: 22,454
تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: دار النفائس
نبذة نيل وفرات:احتلت الثورة الجزائرية مكانتها السامية بين ثورات العصر الحديث، وبمثل ما كانت هذه الثورة جبارة، وعملاقة، كان دور المرأة فيها جباراً، وعملاقاً. وللمرأة الجزائرية في نسيج الثورة ولحمتها قصة مثيرة لا بد من التعرض لها.
لم تكن تجريد العذارى من طهرهن، حباً في الانتقام فحسب، ولا رغبة مجونية عارضة فقط. ...إنما لتدنيس حرمة هذه التي صانها الإسلام وشرفها ورفعها إلى قدرها الذي تستحقه. واحتملت المرأة، صابرة، كل ما لحق بها من الإهانات، وكل ما ارتكب بحقها من الجرائم، فعرفت زنزانات التعذيب، وتعرضت للقتل، وعاشت حياة السجون والمعتقلات ومعسكرات الترحيل والانتقال وكانت معاناتها أكبر وهي ترى ما يحل بقومها وأفراد عشيرتها وأبنائها وإخوانها. فكانت في كل مواقفها جبارة، وصامدة، وقوية. وأكدت بذلك أنها الطاقة غير المحدودة للبذل والعطاء.
لكم تعرضت المجاهدة الجزائرية، ولكم عانت، ولكم احتملت من ظلم الاستعمار وجبروته. لقد عرفت الحروب، كل الحروب، ألواناً من البؤس والشقاء، كان للمرأة فيها نصيب كبير، غير أنه ما من تجربة مرت بها المرأة يقيناً، تماثل أو تشابه تجربة (المرأة الجزائرية) لا من حيث اتساع أفق هذه التجربة، ولا من حيث شدتها وقوتها، ولا من حيث الوضع الخاص الذي تتمتع به المرأة المسلمة في منزلها ومجتمعها.
وتمضي سبعة أعوام ونصف تقريباً، والجزائر المجاهدة تخوض حربها الضروس، وتصمد المرأة الجزائرية لأهوال هذه الحرب ومآسيها بصبر لا يوصف. وتصل الثورة إلى نهايتها الظافرة.
وتبدأ مرحلة بناء ما بعد الثورة. لقد انتهت الثورة بالنصر، ولا زالت الحرب المستمرة. والدروس المستخلصة من (جهاد المرأة الجزائرية) كثيرة، وفيرة، غير أن هناك درس يتصدر الدروس المستخلصة من التجربة الذاتية.
لقد حققت المرأة ما حققته بفضل تمسكها بأصالتها، وبفضل محافظتها على قواعد صمودها. ولا بد لها، حتى تستطيع متابعة دورها الحضاري من إعادة تقويم مواقفها، ودعم الدروس المستخلصة من تجربتها.نبذة الناشر:.. لهذا كانت سلسلة كتب "جهاد شعب الجزائر" هي الأولى في مجموعة الكتب التي نأمل أن نصدرها تباعاً في السنوات الأولى من القرن الخامس للهجرة، وبأسماء تلك الشعوب حسب التسميات السائدة في العصر الحاضر ورسوم الحدود السياسية المصطنعة، التي نراها على الخراط المتداولة في هذه الأيام.
والحوافز لنشر هذه الكتب كثيرة، منها قلة الكتب التي تتناول جهاد الشعوب العربية والمسلمة في العصور المتأخرة، وانصباب التركيز كله على عهد الفتوحات الإسلامية الأولى. ربما لكثرة الأيام المشرقة في عهد صدر الإسلام وكثرة الأيام الحالكة في العصور التي تلته.
ومع أن هذا الكلام حق، فإن في تاريخنا كله صفحات مشرقة لا تقل نصوعاً وبياضاً عن الصفحات التي كتبها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدمائهم الطاهرة. ويجب أن لا تضيع هذه الصفحات بين ركام مشين من التفرقة والتناحر السياسي والمذهبي. إقرأ المزيد