الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:الأرض -كالجثة بعد الدفن- ممدودة أرخت يداً صفراً ووجها فارغاً وجديلة بالرعب معقودة. واستسلمت للنوم، في جحر ضب مليء بالنخل والأشجار، وتحجرت واستسلمت للنار، فارتدت النار عنها، لم تطهر وجهها الممسوخ. واستسلمت في النهر للتيار لا الماء أغرق ما في الصدر من أسرار، ولا ارتمى احمرار الطمي في العينين ...من بعدما اسودتا بالرعب أو بالعار وبعدما ابيضتا باليأس والانتظار.
وتكسرت جسر فجسراً وارتمت في المحيط لا الملح جفف وفي ثديها المقطوع من ذكريات الشفاء، ولا تراقصت الأسماك في الرحم, ولا تفجر موج البحر في القدم بشهوة السيد والرقص تحت النهار، حتى تعيد انفتاح الشفاه والعينين في الرعد والأمطار وجئتها بين زفير العرس والاحتضار وضعت كفي على بطنها فصار حبي لها تعوذه الاختمار، وصار سخطي عليها سفينة مشقوقة، ما بين زيت ونار، وصار صوتي ابتهالاً غاضباً، وانتظار لسنبلات الجروح، وصار حبي نزيفاُ وحربه تشق لحم الهزيمة تحفر في قلب التخوم القديمة تبدأ تشق بطن الرياح...نبذة الناشر:في مجموعته الشعرية الجديدة، "رباعية الفرح" يواصل الشاعر محمد عفيفي مطر الخط الشعري الذي بدأه في أعماله الأولى مثل "كتاب الأرض والدم"، "دفتر الصمت"، "يتحدث الطمي"، "الجوع والمطر" وهو خط يولد لغة ذات جنوح صوفي للمكان الذي لا يتبدى عياناً ولا نقع على اسم له، غير أنه يظل يفوح برائحة الأرض والمطر. الأرض والمطر، الطمي والطين، الجوع والصلصال هي مفردات أثيرة عند الشارع تعكس في جملة ما تعكسه انجذاباً لا يقاوم للأرض بصفتها الأم الأولى التي تحتضن في انسجام مدهش تناقضات الطبيعة وعذابات وأفراح البشر.
محمد عفيفي مطر صوت جارح ووحشي يرنّ بالعذاب ويحفل بالترددات والتنوع، يأتي إلى اللغة ويجعلها كائناً عضوياً بارزاً في القصيدة وليس مجرد مفردات لنقل وإيصال المعنى. وقد جعلته هذه المزية التي تبرز بقوة في مجموعته الشعرية الجديدة "رباعية الفرح" واحداً من أكثر الشعراء المصريين تفرداً، حيث لا يدرج على سابق ولا ينسج على موال ولا يجد شبهاً له إلا موجة جديدة من الشعراء المصريين الذين يشقون طريقهم بتأثير من شعره متراوح الحدود والحضور. إقرأ المزيد