النقد الروائي والايديولوحيا - من سوسيولوجيا الرواية إلى سيوسيولوجيا النص الروائي
(0)    
المرتبة: 127,061
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: المركز الثقافي العربي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:نحن نتحدث هنا عن المغامرة في البحث في مفهوم الإديولوجيا، ولا نعني أبداً أننا سنزاحم السوسيولوجيين في هذا المجال ولكننا نعتبر اقتحامنا لهذا العالم مغامرة بالنظر إلى طبيعة موقعنا في حقل النقد الأدبي لا في الحقل السوسيولوجي. وحتى لا تكون هذه المغامرة متهورة بإنه يحسن على الدوام الانطلاق من ...أبحاث السوسيولوجيين أنفسهم عسى أن نتمكن من وضع خطاطة واضحة يمكن اعتمادها في النظر إلى علاقة الإديولوجيا بالرواية.
ولقد رجعنا أيضاً إلى سوسيولوجي الأدب لأن أبحاثهم طورت بشكل كبير فهماً منهجياً لهذه العلاقة، وسيكون عملنا في هذا المجال تركيبياً، فضلاً عن أنه سيحاول رسم نظرة متكاملة لتطور البحث في هذا الموضوع الشائك.
ونظراً لعلاقة بحثنا (فيما يخص ارتباط الإديولوجيا بالأدب) بالفن الروائي بالتحديد، فقد بدا لنا أن أفضل مجال لدراسة المشاكل النظرية لهذا الموضوع هو التركيز على ما قدمه النقد الروائي السوسيولوجي من نتائج في هذا المجال.
ولقد كان هذا مدعاة لتتبع الأبحاث النظرية التي ظهرت في روسيا وغيرها من البلدان الأوربية. على أنه كان من الضروري الانتقال إلى مستوى البحث في هذا الموضوع في العالم العربي. كيف تم تحليل النصوص الروائية العربية اعتماداً على نظريات نقدية سوسيولوجية تهتم بالإديولوجيا في الرواية أو بالرواية كإديولوجيا؟ وقبل هذا كان من الضروري التعرف إلى الكيفية التي فهمت بها المناهج الاجتماعية للأدب في العالم العربي وذلك من خلال المقدمات المنهجية التي وضعها نقاد الرواية العربة لمؤلفاتهم.
ولتقديم صورة دقيقة عن الممارسة النقدية حول الرواية العربية ذات البعد الإديولوجي والسوسيولوجي بشكل عام، كان لا بد من تحليل نماذج نقدية بعينها. مع اختيار نموذجين أساسيين يعكسان الاختلاف في الرؤية إلى النص.
ولقد استخدمنا في هذا التحليل -الذي يندرج في نطاق نقد النقد- وسائل إجرائية تبينت لنا فعاليتها في عدد من الدراسات التي قمنا بها في نطاق نقد النقد، وذلك لأنها تحاول أن تحيط بهذه الممارسات النقدية من جميع جوانبها سواء ما يخص أهداف الناقد أي غايته من بحثه وما يتصل بذلك من نوعية اختياره المنهجي أي ما يدعى بقوانين الأساس التي ينطلق منها، أي فلسفته الخاصة...
أو ما يتصل بتحديد المتن الروائي المدروسن خصوصاً وأن النقد الروائي العربي ذا البعد الإديولوجي كان يميل في كثير من نماذجه إلى تنويع المتن واختيار نماذج روائية كثيرة ما دام التحليل لا يطال بنيات النصوص وإنما يركز على المضامين. ما هي نتائج هذا التوسع في اختيار المتن على مستوى التحليل ذاته؟...
أو ما يتصل بالممارسة النقدية ذاتها كيف يوصف المتن الروائي في الدراسات النقدية السوسيولوجية؟ هل يستطيع هذا الوصف أن يقدم فهماً منهجياً للنصوص المدروسة أم أنه يقع في شرك التلخيص وإعادة السرد؟ كيف يتم الربط بين تحديد الدلالات الإديولوجية وبنيات النصوص الروائية؟ كيف يعاد تنظيم المادة المدروسة؟ وما هي علاقة إعادة النظام هذا بالاختيارات المنهجية للناقد؟
أو ما يتصل بالتأويل، أي كيف يتم تحديد الرواية باعتبارها موقفاً معيناً أي باعتباره إديولوجيا؟ ما هي العناصر الثقافية والإديولوجية التي تتدخل هي ذاتها في هذا التأويل؟ كيف ينظر إلى الصراع الفكري والإديولوجي في النص، وكيف يتم عزل إديولوجية النص عن الإيديولوجيات في النص؟
أو ما يتصل بالتقويم الجمالي. هل هناك اهتمام بالجانب الجمالي في النص الروائي عند النقاد السوسيولوجيين؟ كيف يتم النظر إلى علاقة البعد السوسيولوجي في الرواية بالبعد الفني؟
وأخيراً هل كانت لدى النقد السوسيولوجي والإديولوجي للرواية في العالم العربي القدرة على بناء نظرية نقدية تمتلك كل وسائل التطبيق بنجاح على نصوص مختلفة، بمعنى هل استطاع أن يشرح نظرياً وتطبيقياً مختلف مستويات حضور وعلاقة الإديولوجيا بالرواية؟
ولأن الإديولوجيا ليست هي وحدها المكون الوحيد للنص الروائي فإن علمنا، وهو يتتبع مستويات الممارسات النقدية السوسيولوجية يفسج المجال لكثير من القضايا المتصلة بهذا المنهج لكي تعبر عن نفسها، كل ذلك من أجل تقديم صورة أكثر شمولية عن إشكالية الإديولوجيا في الرواية والرواية كإيدلوجيا ذاتها.
ولا يفوتنا أن نشير في النهاية إلى أن معالجة الإديولوجيا بالإديولوجيا من شأنها أن تخلط جميع الأوراق، لذلك كان حرصنا شديداً في هذا العمل على أن نبقى في حدود الدراسة الوصفية والتأمل الأبستمولوجي، ولعل البحث الذي يتصدر القسم الأول في هذا الكتاب قد عالج جميع المشاكل التي يمكن أ، تنشأ عن الخلط بين الإيديولوجيات، كما عالج كيف يمكن للكتأمل في الإديولوجيا أن يحتفظ بالتباعد المطلوب ويكون في مأمن من بعض أوهامها. إقرأ المزيد