الممنوع والممتنع نقد الذات المفكرة
(0)    
المرتبة: 19,347
تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:يقع هذا الكتاب في الفضاء الذي يقع فيه ما سبقه من أعمال المؤلف علي حرب وبشكل خاص كتابه "النص والحقيقة" وبشكل أخص الجزء الأول منه، "نقد النص" فالحوارات التي يتألف منها القسم الأول من هذا الكتاب، باستثناء الحوار الأخير منها، تشكل أساساً ردوداً وإيضاحات على ما أثاره كتابه المذكور ...من الأسئلة والاعتراضات، أو على ما ولده من المفاعيل والأصداء، وهذا ينطبق على بعض المقالات الأخرى، خاصة المقالة التي يعالج فيها الكاتب مسألة العلاقة بين الكتابة والفلسفة انطلاقاً من تساؤلات أثيرت حول اهتمامه بطريقة الكتابة واعتنائه بالأسلوب والصياغة.
وإذا كانت بقية المقالات تختلف من حيث الغاية التي كتبت من أجلها، إذ هي قد أعدّت لتكون مساهمات في ندوات فكرية، أو لتشكل دراسات تبحث في قضايا فكرية معينة لقضية الحداثة أو المشروعية السياسية، إلا أنها تصدر في النهاية عن نمط التفكير نفسه في قراءة الكاتب للنصوص والتجارب والأحداث وبصورة عامة، فنقد الذات المفكرة، الذي يجري في هذه المقالات، كفاعلية فكرية يرمي من خلاله الباحث إلى الكشف والتعرية أو الفضح، كشف آليات السيطرة وعلاقات القوة، أو تعرية وجوه التقديس والتنزيه والأسطورة للأفعال البشرية والدنيوية، أو فضح الألاعيب والاستراتيجيات التي يتستر عليها اللاعبون على هذا المسرح، مسرح الحياة والمجتمع. ولا يشذ عن ذلك المثقفون والكتاب الذين يدعون بأنهم رسل الحقيقة وحماة الحرية، حيث يراهم المؤلف ممثلين بارعين يموهون أدوارهم ويختبئون وراء كتاباتهم بهذا المعنى لا يستهدف نقد الذات المفكرة هذا الممنوع فقط، أي السلطات، أكانت سياسية أم دينية، مادية أم رمزية، وإنما يستهدف أيضاً وخاصة، أنظمة المعرفة وآليات الفكر وأبنية الثقافة.
وإذا كان المثقفون غالباً ما يركزون نقدهم على الممنوعات والمحظورات المفروضة من الخارج، فإن المفكرين يتوجهون إلى الداخل، أي إلى منطقة الممتنع على التفكير، داخل الفكر، لكي يجعلوا اللامعقول مفهوماً، أو يفسروا ما يعجز عن تفسيره. بذا يمكن القول بأن نقد علي حرب للذات الفكرة ليس هو مجرد نقد أو دحض، بقدر ما هو اجتراح إمكانيات جديدة للتفكير أو للتعبير، للقول أو للعمل.نبذة الناشر:يُقرأ النص هنا بحسب استراتيجية مثلثة يتداخل فيها التفسير، والتأويل، والتفكيك، والتفسير، والتأويل، والتفكيك.
والتفسير هو توقف عند منطوق الخطاب للوقوف على مُراد المؤلف ومقصود النص، هو يشكل إستراتيجية أهل المحافظة ودعاة التطابق مع الأصول في صراعهم حول ملكية الحقيقة.
أما التأويل فهو استنصاق الخطاب عما لا ينطق به أو صرف اللفظ إلى معنى يحتمله، إنه خروج بالدلالة وانتهاك للنص، ولهذا فهو يشكل استراتيجية أهل الإختلاف والمغايرة ودعاة التجديد وإعادة التأسيس.
وأما التفكيك فإنه يقطع مع المؤلف ومراده ومع المعنى واحتمالاته، لكي ينصرف إلى ما يسكت عنه النص ولا يقوله، إنه يهتم بالكشف عن آليات الخطاب في تشكيل المعنى، أو إجراءاته في إنتاج الحقيقة، أو ألاعيبه في إخفاء ذاته وسلطته.
ولهذا فهو يشكل إستراتيجية الذين يريدون التحرر من سلطة النصوص وأمبريالية المعنى وديكتاتورية الحقيقة. إقرأ المزيد