زرقة الشعر ؛ ما أنا وما أكون
(0)    
المرتبة: 333,033
تاريخ النشر: 24/04/2025
الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:بِدافِعٍ غامِضٍ، لا أعْرِفُ ما يكونُ، رأيْتُ أنْ أكْتُبَ هذا الجُزْءَ من سيرتِي الشِّعريَّة، لا بمعنى السِّيرة التي أتحدَّث فيها عن حياتي، أو عن بعض حياتي، كما يفعلُ الشُّعراء والكُتَّاب، وغيرهم، ممن أُتِيحَ لهم أن يكونوا في قلب الحَدَث الثَّقافِيّ أو الفَنِّيّ، بل بمعنى السِّيرة النظريَّة ـ الفكريَّة والجماليَّة التي ...يكون فيها الشِّعْرُ هو موضوع الذَّات، أو تكون فيها الذَّات بمعناها الشِّعْرِيّ الجمالِيّ، أعني الذَّات الكاتِبَة، أو الشَّاعِرة بالأحرى، التي وَجَدَت نفسَها في ماءٍ، إمَّا أن تتعلَّم السِّبَاحَةَ فيه لِتَنْجُوَ من الغَرَق، وإمَّا أنْ يَسْتَغْرِقَها الماءُ فتطفو على سَطْحِه، مثل قَشَّةٍ تدفَعُها الرِّيحُ في كُلّ اتِّجاه، دون إرادة أو رغبة منها.
بقدر ما كان الماءُ سَبَباً في غَرَقِي، بقدر ما كانَ سَبَباً في معرفتي السِّبَاحَةَ، وخَوْض ما وَاجَهَنِي من أمْواجٍ، ما علا منها وارْتَفَعَ، كان أكثر مما انْحَدَر ماؤُه وهَوَّنَ عَلَيَّ بعض أشْجانِي.
الشِّعْرُ، بهذا المعنى، كان جُرْحاً، بل جِئْتُ إليه من ماضيه، من تَعلُّمِي السِّبَاحَةَ في قِيعانِه، في ما تبقَّى منه من طوفانٍ بعيدٍ، جرف الأرضَ بِكُلّ ما فيها، لتنهض الأرض من عُشْبِها وطينِها، بما تبقَّى في هوائها من رِيحٍ.
أنْ أنخرط في الحداثة والحديث، وأن أُكَرِّس طاقَتِي لهذا الجديد المُفاجِئِ والمُزْعِج، ولتجربة فيها ما يُثِير القارِئَ، يُبَلْبِلُه، يدعوه للتَّفْكِير وإعادة النظر في أدواته، ومفاهيمه، وفي رؤيته وفهمه للشِّعْر، كان عليَّ أن أكون عرفْتُ الماضي، بل أنا جِئْتُ من الماضي، بعد قراءته، وتأمُّلِه، واسْتِشْفاف ما فيه من شُقوق وتصدُّعاتٍ، هي ما أتاح لي نقد الماضي، والنَّظر إليه في أفُقِ صيرورة، هي ما نَجَوْتُ به من «القصيدة»، وذَهَبْتُ إلى الشِّعْر، الذي هو جامع أنواع. إقرأ المزيد