لغة الأرض الأولى ( سلسلة الشافي بالنور)
(0)    
المرتبة: 349,989
تاريخ النشر: 01/01/2024
الناشر: دار سائر المشرق
نبذة الناشر:يذهب الشافي بالنور في رحلة دامت ألفيّ يوم بحثًا عن الأرض الأولى ولغتها: لغة الروح، اللغة الأم السابقة على اللغات والألسن، لغة الخلق التي بها تكلّم الله بلسانٍ واحدٍ مع جميع المخلوقات، التي خاطب بها آدمَ والبشرَ قبل أن يُكلِّمهم أنبياؤهم بلسانٍ أعجميٍّ هنا وعربيٍّ هناك، لغة الجنّة.
في دروب الكشف ...عن أبجدية الينابيع، قال الحكيم:
"الروح خالدة، وهي لا تحكي لغةً بعينها. فما هي لغتها؟
والروح هي الكلّ. فبأيّة لغةٍ يُكلِّم الكلُّ الأجزاءَ منفردةً فتدرك أنّها، مجتمعةً، ذاك الكلُّ الذي يخاطبها؟
بألحانها تَصقُل الأنهار لهجاتنا وبحّات حناجرنا. فأين ذاك النهر المقدَّس غير المنظور الذي منه تَعُبُّ أرواحنا جميعًا، فتغدو حنجرة الله الواحدة في الأرض؟! أين ذاك النهر السماوي؟! وما إكسيره الذي، مثلما تَنحَت الساقيةُ الصخر، يَنحَت ألسنتنا الصخرية، المُتصخِّرة لكثرة جمود عقولنا، حتى نغدو صوت الكلمة الإلهي الوديع في الأرض، ويَصقُل أغانينا اللَّكناء لكثرة قعودها في أقفاصها حتى نصبح كورس السماء؟!
لغات الأرض رسمَتْها الحدود. أمّا لغة الروح فهي لغة الينابيع التي تتدفَّق تحت الحدود الواهمة، تفيض فوق سدود عقولنا وتخترق حواجز أفكارنا؛ تَهدِم الفواصل وتلغي المسافات لتُعيد في باطن الأرض وَصْل ما انقطع وتباعد وتنافر فوقها.
أكلنا من شجرة اللغات، لغات الموت، فطُرِدْنا من جنّة شجرة الحياة: بالكشف عن لغة السماء، أمسح تلك الخطيئة الأصلية وأعيد للبشر الفردوس المفقود". إقرأ المزيد