الثقافة والتنمية ، تحليل العلاقة الجديلة بين الثقافة والتنمية
(0)    
المرتبة: 280,628
تاريخ النشر: 04/10/2022
الناشر: دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:التنمية عملية مجتمعية تشمل كافة نواحي الحياة في المجتمع، بما في ذلك الثقافة وما تشمل عليه من عادات وتقاليد وأعراف وقيم ومعتقدات، إضافة إلى العلاقات الاجتماعية، وطرق التربية في البيوت والمدارس والمساجد، والهاكيل السياسية والإجتماعية، وأنماط الإنتاج الاقتصادية.
الأمر الذي يعني أنه ليس بالإمكان حدوث نهضة وتنمية في مجتمع من دون ...حدوث تحولات كبيرة وعميقة في مختلف أوجه الحياة والنظم التي تدير الحياة والفلسفة التي توجه عمليات التغير والتطور في المجتمع.
التنمية المجتمعية هي بمثابة طائر صغير جميل يستعد للطيران لأول مرة؛ فكي يكون بإمكان الطائر هذا أن يحلق في أعالي السماء، كان لا بد وأن يكون له جناحان سليمان، إذ مع أنه بإمكان طائر أن يقفز ويركض بجناح واحد، إلا أنه ليس بإستطاعته أن يحافظ على توازنه أو صحته أو يتجاشى الصيادين، إلا إذا كان لديه جناحان سليمان يمكنانه من الطيران والهروب من وجه من يتربص لإصطياده من بشر وحيوانات.
أما جناحي العملية التنموية فهما حدوث تحولات ثقافية - إجتماعية عميقة في المجتمع، وإعادة هيكلة اقتصادية شاملة، ولو نظرنا إلى كافة أوجه الحياة في المجتمع، بمن فيها العلاقات الإجتماعية والهياكل السياسية وأنماط الإنتاج الإقتصادية وطرق التربية والتعليم والمناهج الدراسية، فسوف نكتشف أنها جميعاً تتأثر بالثقافة الشعبية السائدة، وهذه تعكس روح مرحلة التطور الحضاري التي يعيشها المجتمع المعني، إذ إن لكل مرحلة تطور حضاري مجتمعها وثقافتها ونمط إنتاجها الإقتصادي الخاص بها، والذي يختلف كلياً عن مجتمع وثقافة ونمط إنتاج المرحلة الحضارية السابقة واللاحقة على السواء.
وعلى سبيل المثال، كافة العادات والتقاليد والأعراف والقيم الثقافية، والمعتقدات السائدة والهياكل الاجتماعية والسياسية في المجتمع العربي هي من مخلفات عصري القبلية والزراعة، ولما كانت البشرية قد تجاوزت عصر القبلية بأكثر من عشرة آلاف سنة، وتجاوزت عصر الزراعة بنحو خمسمائة سنة، فإن الثقافة العربية بحالتها الراهنة أصبحت غير صالحة للزمن الذي تعيش فيه.
وهذا يعني أن مشكلة العرب في ثقافتهم، وأنه ليس بإمكانهم تجاوز حالة التخلف الإقتصادي والإجتماعي والعلمي والتكنولوجي، وأنظمة الحكم الفردية المستبدة والإيمان بالخرافات والأساطير والسحر إلى بتطوير ثقافتهم لتكون صالحة للتعايش مع العصر الحالي الذي أطلقت عليه اسم "عصر المعرفة".
إذن الثقافة هي مفتاح التطور في كل مجتمع، ونقطة البدء بالنسبة لعمليات التحول في اتجاه النهضة وتحقيق التقدم في مختلف المجالات. إقرأ المزيد