تاريخ النشر: 25/03/2022
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:لا يستطيع أي مجتمع أن يعيش دون أن ينتج الأشياء الضرورية للحياة، غير أن وسائل العيش لا توجد جاهزة في الطبيعة وعلى الإنسان أن يوجدهما بنفسه من خلال عمله.
إذ أن هدف الإنسان الأساسي في الحياة هو تأمين العيش عن طريق الإنتاج، وعندما ينتج الأشياء الضرورية للإستعمال يحدث تغييراً في ...المادة الطبيعية، ويحوّلها وفق حاجاته.
إن الإنتاج بهذا المعنى هو فعل الإنسان في الطبيعة، ولكن الإنسان لا يعيش ولا ينتج بصفته فرداً منعزلاً، بل يفعل ذلك بصفته عضواً في المجتمع.
إذن فعملية الإنتاج تفرض وجود علاقة معينة لا بين الإنسان والطبيعة فحسب؛ بل وبين الناس بعضهم البعض.
ولقد مرت البشرية خلال عصور عديدة في علاقات إنتاج إجتماعية عديدة لها مظاهرها السياسية المختلفة، يشكل كلٌّ منها عنصراً تاريخياً معيناً تميز بميزات خاصة وأطلق عليه اسم يحمل وصفاً مطابقاً لماهيته، فهناك عصر المشاعية البدائية، وعصر الرق، وعصر النظام الإقطاعي، وعصر النظام الرأسمالي، وعصر النظام الإشتراكي.
هذا ولم يحدث التطور في المجتمع البشري كله هكذا دفعة واحدة، بل أن هذا التطور كان متزامناً مع تغيرات حدثت في كل بلد على حدة، وذلك حسب ظروفه الخاصة، بحيث أننا لا نزال نجد اليوم نُظُماً اجتماعية وسياسية متعددة حتى في البلد الواحد.
وعلى سبيل المثال، فإن في سورية اليوم أنظمة اقتصادية متعددة، وأنساق اجتماعية متعددة، حيث يجدها الباحث متواجدة معاً: نظام المشاعية البدائية، والنظام الإقطاعي، والنظام الرأسمالي، وبعض مظاهر النظام الإشتراكي (تأميم الشركات الأجنبية، وبعض المشاريع الصناعية مثلاً)؛ بل إن نظام الرقيق، لا يزال موجوداً لدى بعض أمراء البدو الذين يملكون بعض العبيد، كما أن هناك الأشخاص الذين يمارسون تجارة الرقيق الأبيض لبيعه في بعض الأقطار المجاورة [...].
يتابع الباحث تسليط الضوء، من خلال هذه الدراسة، على المراحل التي مرّت بها المجتمعات البشرية، والتي شهدت فيها تطورات اجتماعية، سياسية، أدت إلى حدوث تطور في أنظمتها الإقتصادية، وقد اشتملت هذه الدراسة على تسعة فصول، تم في الأول منها الحديث عن مراحل تطور المجتمع البشري الإقتصادية (المشاعية البدائية، عصر الرق، عصر الإقطاع، عصر الرأسمالية منذ القرن الخامس عشر حتى القرن العشرين)، وتم الإنتقال في الفصل الثاني الحديث، بالتحديد، عن مكانة الوطن العربي في التجارة بين الغرب والشرق وذلك في القرون الوسطى.
أما الفصل الثالث، فقد تناول فيه الباحث موضوع محاولات الغرب الأوروبي الإقطاعي احتلال الشرق العربي من خلال الحروب الصليبية واشتمل ذلك على بيان نتائج الحروب الصليبية بصورة عامة، وعلى أوروبا على وجه الخصوص.
بينما تم تخصيص الفصل الرابع لتسليط الضوء على الإكتشافات الجغرافية وبيان آثارها الإقتصادية في الشرق والغرب (ما هي أسباب الإكتشافات؟ والإكتشافات البرتغالية، ونتائج الإكتشافات الجغرافية)، ليتم الإنتقال في الفصل الخامس إلى الحديث عن الإستعمار الأوروبي القديم في مطلع العصور الحديثة (الأسباب الإقتصادية، والدينية والسياسية، والأساليب العامة للإستعمار وغايته: الإستعمار البرتغالي، الأسباني، الهولندي، الإنكليزي، الفرنسي)، وحول الإنقلاب الصناعي يأتي الفصل السادس، وقد اشتمل على بيان مراحل الإنقلاب الصناعي ومظاهره: (صناعة النسيج وصناعة التعريف والآلات التجارية) ثم بيان أسباب الإنقلاب الصناعي في كلٍّ من: انكلترا (الأسباب الثانوية ثم الأسباب الإقتصادية الأساسية، 2- الإنقلاب الصناعي في: فرنسا، وفي ألمانيا، وفي الولايات المتحدة، وفي اليابان، وإيطاليا، وروسيا القيصرية وفي آسيا وأفريقيا، ثم بيان النتائج القريبة للإنقلاب الصناعي، والتنائج الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، وليتم (الإنتقال في الفصل السابع للحديث عن مذهب الحرية الإقتصادية وتطوره (العوامل التي أدت إلى الإقتصاد الحر- الفردي - وخلاصة مبدأ الحرية الإقتصادية، وبيان نظريات التدخل الحكومي والإقتصادي الموجه، ثم بيان أن الإقتصاد الموجه في ظل النظام الرأسمالي هو شكل من أشكال الدفاع عن الرأسمالية) ولينتقل الباحث من ثم في الفصل الثامن لتسليط الضوء على الرأسمالية الإحتكارية التي هي نتيجة من نتائج تطور رأس المال وتمركزه (أشكال التمركز، الكارتل، التروست، التمركز في البنوك).
وأخيراً، جرى البحث في الفصل التاسع حول الإستعمار الإمبريالي والحروب العالمية كنتيجة حتمية من نتائج الرأسمالية الإحتكارية. إقرأ المزيد