تاريخ النشر: 01/01/1963
الناشر: دار المكشوف
نبذة نيل وفرات:جمع المستشرق شارلز بيلات في هذا الكتاب كل ما وقع عليه من شعر ابن شهيد الأندلسي، مع تصحيح ما لحقه من التحريف والتصحيف، وأخرجه في هذا الديوان، فأصبح شعر ابن شهيد لأول مرة في متناول أيدي الباحثين. وما ينبغي لهذا الشاعر أن يبقى مغموراً. فإن آثاره تمثل حقبة خطيرة ...من تاريخ العرب في الأندلس. فقد عاش في زمن الحاجب المنصور بن أبي عامر الذي حجر على الخليفة هشام بن الحكم الأموي، فلقي الحظوة عنده، كما لقيها عند ولديه المظفر وعبد الرحمن. وبلغ رتبة الوزارة، وعقد له على الشرطة وهو صبي دون العاشرة.
وعاش في زمن الفتنة الكبرى إذ كان الحكم يتنقل بين الأمويين والحموديين الأدارسة طوال عشرين سنة غاصت فيها بلاد الأندلس بالدماء، وكان ابن شهيد يومذاك ينعم حيناً ويشقى آخر، فجاء شعره مصوراً لحياته ولهذه الأحوال المضطربة، كما صورتها "رسالة التوابع والزوابع" ورسائله الأخرى.
وكانت حياة هذا الشاعر الأديب خليطاً من السياسة واللهو والمجون، ولعل السياسة لم تشغله بقدر ما شغلته ملذات قرطبة وملاهيها. ونظم الشعر وهو طري العود، وامتاز شعره بقوة النفس، وبالحس المرهف، وبراعة الوصف وحسن التركيب، على لغة أنيقة مختارة اللفظ، جزلة الأداء من غير صلابة ولا خشونة، وهو كسائر الأندلسيين مولع بالصنعة، ولكنه لا يفرط في استعمالها.
ولم يكن يجهل التكلف في طبعه، فجعل شيطان أبي نواس في "التوابع والزوابع" يقول له حين سمع شعره: "لله أنت! وأن كان طيفك مخترعاً منك". وبعد القراءة في هذا الديوان، سيقف القارئ على تلك الجوانب من شعر ابن شهيد والتي بقيت مخبأة في بطون الكتب، والتي كشف كنوزها المستشرق شارل بولا في هذا العمل. إقرأ المزيد