المعتقدات المسيحية من نصوصها المقدسة
(0)    
المرتبة: 80,457
تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:بعد دراسة متأنيّة ومعمَّقة للأناجيل الأربعة توصّل المؤلَّف إلى إثبات حقائقَ مثيرةٍ أبرزُها حقيقةٌ أساسيةٌ تتجلّى لكلِّ قارئٍ لهذه الأناجيل، وهي تكرارُ توجُّه السيّد المسيح بالصلاة إلى ربّ العالمين، وسجوده ومخاطبته له بقوله "إلهي" تارةً، ووصفه بأنّه "إلهي وإلهكُم" تارة أخرى، والأناجيلُ الإزائية (السينوبتية) المتوافقةُ الثلاثةُ تعزو إليه قولَهُ: "لماذا ...تدعوني صالحاً؟ ليس أحدٌ صالحاً إلاّ واحدٌ هو الله"، وإنّ الله وحده هو العالِمٌ بوقتِ القيامة.
والدلالاتُ في الأناجيل على بشريّة المسيح الصِّرفةِ كثيرةٌ، ولأمرٍ ما أكّد يسوعُ، 84، مرّةٌ أنّه "ابنُ الإنسان"، أو بترجمةٍ أدقّ "ابنُ البشرِ" أو "الأدميُّ"، وقد ذهَلَ الباحثون المسيحيّون، والمسلمون، على حدٍّ سواء، عن الإنتباه إلى مغزى هذه العبارة في أنّها توكيدٌ منه على أنّه ليس إلاّ بشراً كسائرِ البشر.
وسيتبَّينُ لنا في هذا الكتاب أنّ وصفَ بعضَ الأناجيل له بأنّه "ابنُ الله" جاء في نُسخ أخرى منها على أنّه "عبدُ الله" وهو ما يقلب معناها رأساً على عَقِب، وأمّا تعبيرُ "الله الابنّ" فإنّهُ لم يجيء في العهد الجديد كلَّهِ قطَّ، وأوّلُ من استخدمَهُ هو أثناسيوس، بابا الإسكندريّة، في القرن الرابع الميلاديّ.
كما أنّ كلمةٌ "الآب" لا تُطلقُ في الأناجيل إلاّ على الله، ولا تُطلقُ على غيره، فهي اسمٌ عَلمٌ دالٌّ عليه، وهي لا تعني أبُوّةَ الله للمسيح، و"الآبُ" هو غيرُ "الأب"، ولقد ثبتَ أنّ الفقرة الوحيدة في العهد الجديد التي يُستشهدُ بها للتدليل على التثليث: "فإنّ الذين يشهدون في السماء هم ثلاثةٌ: الآبُ، والكلمةُ، والروحُ القُدُسُ، وهؤلاءِ الثلاثةُ هم واحدٌ" [1 يوحنا 5: 7] زائفةٌ، وقد تمّ حذفُها في أكثر من 15 طبعةً إنكليزيةً مختلفةً حديثةً، لكنَّ الطبعاتِ العربيةَ أبقَت عليها.
إنّ السيّدَ المسيحَ، حسَبَ الأناجيل ذاتها، هو رسولٌ بَشَرٌ كسائر رُسُلِ الله، وهذه هي الحقيقةُ الأساسية التي تُعلِنُ عن نفسها لكلِّ قارئٍ للأناجيل. إقرأ المزيد