تاريخ النشر: 07/05/2021
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:مرّت ثوانٍ عقَبَتها دقائق حسبتُها ساعاتٍ، ولم يحدث شيء، ولم أختف، ارتبكت وتبلبلت وتذكّرت أختي أنتيجونا، الّتي من المؤكّد أنّها وقعت في قبضة رجال الأمن بعد أن شربت المادّة الّتي لم تؤدَّ مفعولها كما حدث معي؛ وبينما أنا أهجس بهذه الأفكار تنبّهت إلى أنّه كان عليّ دهن أنفي بالسائل وإستنشاقه ...لا شربه.
انتفض جسدي فجأةً، ثمّ بدأت ملابسي تتمزّق لينكشف جسمي الّذي كساه شعر كثيف خشن، وشعرت بحركة قويّةٍ في فكي كما لو أنّه أزيح من مكانه.
لم يكن معي مرآة لأرى ما يحدث لي وما صرته، وتخيّلت أنّ ما يجري لي ما هو سوى مقدّماتٍ للإختفاء، لكنّني لمحت، على نحوٍ مباغتٍ، ظلّ جحش على الأرض، فرحت أتلفّت حولي باحثاً عن الجحش الّذيّ انعكس ظلّه.
لم أر شيئاً، لكنّ الظلّ صار يتحرّك على وقع حركاتي: مشيت فمشى، وقفت فوقف، رفعت يدي فرفع قائمته، فتحت فمي ففتح فكه، هززت رأسي فهزّ رأسه وتحرّكت أذناه الطويلتان، جلست على الأرض فبرك عليها، لم يبق سوى أن أصرخ، فعَلا نهيقه، وعرفت أنّني وظلّ الجحش واحد، لم تفعل المادّة فعلها فتخفيني عن الأنظار، بل أحالتني إِلى جحش يا سادة!... إقرأ المزيد