هشاشة الخيرية ؛ الحظ والأخلاق في التراجيديا اليونانية وفي الفلسفة
(0)    
المرتبة: 48,749
تاريخ النشر: 01/02/2020
الناشر: جداول للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:تظل ممارسة الفلسفة بالعالم العربي مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالفلسفة اليونانية، غير أنّ هذا الكتاب لم يكتفِ بمعالجة قضايا الخير والصداقة والنفس والعقل والسياسة والمنطق كما درج على ذلك فلاسفة الإسلام وتاريخ الفلسفة اليونانية عامة.
فقد غلب المنظور المشائي أو المدرسي على دراسة الفلسفة اليونانية من خلال نظرية العقل، أما مارثا نوسبوم ...فقد أضافت منعطفاً جديداً منهجياً وفلسفياً غير مسبوقين في تقديري إلى دراسة الفكر اليوناني.
من جهةٍ أولى، أدمجت الفيلسوفةُ الكتاباتِ الفلسفية العقلانية داخل مناخها الثقافي التراجيدي.
وهكذا، وضعت الكتابات التراجيدية التي نشرها أخيل وأوربييدس وسوفوكل والمحاورات الأفلاطونية والمتون الأرسطية والنصوص الرواقية جنباً إلى جنب؛ وأبرزت وجود صلة وثيقة تجمع بين الشعر والفلسفة وبين الحكي والحجة وبين الأسطورة والعقل.
من جهة ثانية، كانت مارتا نوسيوم متخصصة في الأدب التراجيدي وفي الفلسفة اليونانية؛ وهو ما أهّلها إلى الخروج عن المنظور الكانطي السائد في معالجة الأخلاق والسياسة.
فنحن لم نعد نتوفر على مبادئ متعالية ولا على مقدمات ضرورية وعقلية تساهم في تقويم السّلوك وتهذيب الأخلاق والتحكم في الإنفعالات والعواطف الجيّاشة.
غالباً ما تجري الرياحُ بما لا تشتهي السُّفُنُ في حياة الإنسان، وغالباً ما تضطرُّ إلى إتخاذ قرارات صعبة لمواجهة إحراجات الوضع الإنساني.
لكنَّ نوسبوم تدعونا إلى التعامل بإيجابية مع هشاشتنا التي ترتبط بأجسادنا الفانية وبحاجتنا إلى الصداقة والحُب، وهي تعتبر أنّ قرارات الحكمة العملية لا تؤدي لزوماً إلى إتخاذ مواقف واضحة ونهائية، بما أنها غامضة في طبيعتها وغير محدَّدة المعالم.
لذلك انتقدت نظرية المعرفة الأفلاطونية واستثمرت متون المدرستين الأرسطية والرواقية لمعالجة قضايا الحق والخير والقانون، وفتحت بذلك المجال أمام دراسة حقوق الإنسان على نحوٍ غير مسبوق. إقرأ المزيد