لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

عصيان الوصايا

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 44,559

عصيان الوصايا
4.25$
5.00$
%15
الكمية:
عصيان الوصايا
تاريخ النشر: 04/12/2019
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة الناشر:كان علي أن أخترق أول التابوهات مطوقة بخوفي وحده؛ فكيف لمخترق المحظور أن يكف عن الخوف وهو أمام كشف مدهش؟؟ شهوة مواجهة المجهول هي ما يجعل الخوف – وليس الإقدام – دافعاً لاختراق المحرمات : الحواس البكر تنقذف في التجربة وتجعلنا نبصر ونشم ونسمع ونتذوق ونلمس وفي الغالب نشم أكثر ...في الصمت، الخوف من الإنفضاح هو ذاته سر لذتنا في الإكتشاف، الإنفضاح وحده لا يكفي.
مع أول كتاب لمسته يداي – غير كتب المدرسة – فغمت أنفي رائحة التبغ الخام ممتزجة برائحة الكتب الصفراء – الورق الهش والطباعة الحجرية، مزيج من روائح كانت تفور من نبع سري في حجرة معتمة تسللت إليها ذات ظهيرة صيف أنا الصبية الصغيرة التي تتصبب عرقاً وترتعش وهي تعبر الغرفة إلى كشوفها الأولى لتمزق أول الحجب الخوق من انكشاف تسللي إلى حجرة المحرمات يرعش يدي النحيلتين وهما تقلبان الكتب الشهية في بصيص نور يتسلل من كوة وسط السقف يدعونها السماية والكلمة تصغير عامي لصفة منسوبة للسماء. كانت السماء سندي في الإنغماس بالخطيئة الأجمل : إستراق قراءة الممنوع والمحظور.
مفارقة جعلتني وأنا صبية أتمزق بين أشواق أرضية ونزوع سماوي ؛ فدخلت ظلال الكلمات وأطياف المعاني وترحلت في خفاء الحلم دون أن أفقد ظلي. أبي كان ماركسياً حالماً باليوتوبيا والعدالة موه وما – شأنه شأن الكثيرين – بالنظرية التي سحرتهم وعودها الفردوسية هو وصحبه كانو يتداولون كتباً ومجلات وصحفا تعذر علي – وأنا إبنة التاسعة – أن أعي مضامينها، وكانو يتعمدون إغوائي بقراءتها وما كنت أحفل بها آنئذ، أقبلها بعجالة وأهجرها إلى أحلامي وقصصي الطفولية التي كنت أكتبها وأرسم وقائعها في الصفحة المقابلة وأتمتع بخلق شخصيات لا وجود لاه في عالم الكبار المقتن حتى ملأت دفاتري المدرسية كلها بالحكايات والرسوم ونلت عقاباً من معلماتي وزجراً من الوادلين.
مقابل ضلال أبي الماركسي – كلما كان يقال – كان زوج خالتي تاجر التبغ المتدين يخظى باحترام العامة ونفور المتعلمين والمثقفين، ومقابل كتب أبي التي تتخطى فضاء المقدس إلى مدى حرية الفكر وتفنيد ما هو مستقر وثابت من الأحكام كان زوج خالتي يقيم أذكار دينية كل ليلة جمعة في داره أو في خان البلدة القديم، ويؤم الذكر دراويش ومشردون ومتصوفة ومشايخ وجياع ولصوص يتقمصون توبة لليلة واحدة، وكان يرقي المرضى والمصروعين ويعوذ الأطفال بالأحجبة ويقوم هو وجمع من المريدين وعوائلهم بزيارات لمراقد الأولياء لتقديم الولاء والصدقات وفك أسر المأخوذين واستنزال الخصب لأرحام النساء العواقر.

إقرأ المزيد
عصيان الوصايا
عصيان الوصايا
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 44,559

تاريخ النشر: 04/12/2019
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة الناشر:كان علي أن أخترق أول التابوهات مطوقة بخوفي وحده؛ فكيف لمخترق المحظور أن يكف عن الخوف وهو أمام كشف مدهش؟؟ شهوة مواجهة المجهول هي ما يجعل الخوف – وليس الإقدام – دافعاً لاختراق المحرمات : الحواس البكر تنقذف في التجربة وتجعلنا نبصر ونشم ونسمع ونتذوق ونلمس وفي الغالب نشم أكثر ...في الصمت، الخوف من الإنفضاح هو ذاته سر لذتنا في الإكتشاف، الإنفضاح وحده لا يكفي.
مع أول كتاب لمسته يداي – غير كتب المدرسة – فغمت أنفي رائحة التبغ الخام ممتزجة برائحة الكتب الصفراء – الورق الهش والطباعة الحجرية، مزيج من روائح كانت تفور من نبع سري في حجرة معتمة تسللت إليها ذات ظهيرة صيف أنا الصبية الصغيرة التي تتصبب عرقاً وترتعش وهي تعبر الغرفة إلى كشوفها الأولى لتمزق أول الحجب الخوق من انكشاف تسللي إلى حجرة المحرمات يرعش يدي النحيلتين وهما تقلبان الكتب الشهية في بصيص نور يتسلل من كوة وسط السقف يدعونها السماية والكلمة تصغير عامي لصفة منسوبة للسماء. كانت السماء سندي في الإنغماس بالخطيئة الأجمل : إستراق قراءة الممنوع والمحظور.
مفارقة جعلتني وأنا صبية أتمزق بين أشواق أرضية ونزوع سماوي ؛ فدخلت ظلال الكلمات وأطياف المعاني وترحلت في خفاء الحلم دون أن أفقد ظلي. أبي كان ماركسياً حالماً باليوتوبيا والعدالة موه وما – شأنه شأن الكثيرين – بالنظرية التي سحرتهم وعودها الفردوسية هو وصحبه كانو يتداولون كتباً ومجلات وصحفا تعذر علي – وأنا إبنة التاسعة – أن أعي مضامينها، وكانو يتعمدون إغوائي بقراءتها وما كنت أحفل بها آنئذ، أقبلها بعجالة وأهجرها إلى أحلامي وقصصي الطفولية التي كنت أكتبها وأرسم وقائعها في الصفحة المقابلة وأتمتع بخلق شخصيات لا وجود لاه في عالم الكبار المقتن حتى ملأت دفاتري المدرسية كلها بالحكايات والرسوم ونلت عقاباً من معلماتي وزجراً من الوادلين.
مقابل ضلال أبي الماركسي – كلما كان يقال – كان زوج خالتي تاجر التبغ المتدين يخظى باحترام العامة ونفور المتعلمين والمثقفين، ومقابل كتب أبي التي تتخطى فضاء المقدس إلى مدى حرية الفكر وتفنيد ما هو مستقر وثابت من الأحكام كان زوج خالتي يقيم أذكار دينية كل ليلة جمعة في داره أو في خان البلدة القديم، ويؤم الذكر دراويش ومشردون ومتصوفة ومشايخ وجياع ولصوص يتقمصون توبة لليلة واحدة، وكان يرقي المرضى والمصروعين ويعوذ الأطفال بالأحجبة ويقوم هو وجمع من المريدين وعوائلهم بزيارات لمراقد الأولياء لتقديم الولاء والصدقات وفك أسر المأخوذين واستنزال الخصب لأرحام النساء العواقر.

إقرأ المزيد
4.25$
5.00$
%15
الكمية:
عصيان الوصايا

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 288
مجلدات: 1
ردمك: 9789933617905

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين