تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:التنجيم، اليوم، برغم هيمنة علم الفلك على طريقة نظرنا للكون والنجوم والكواكب والأنواء، ما زال يحمل غوايته ويجذب نفوس الناس ويشغلها بجاذبيته الأخّاذة وقدرته على إبتكار الوسائل الكفيلة بديمومته وقدرته على الإبتكار بل والإستفادة من منجزات علم الفلك وتطويعها لمساره العجائبي المدهش.
لقد وجدنا أن في تاريخ التنجيم القديم مفتايح كثيرة ...يمكن أن نفتح بها الكثير من الألغاز الحضارية والدينية والمثولوجية المستعصية، حيث تمثل النواة السحرية الخفية في التنجيم مبعث إغواءٍ دائمٍ، في كل العصور، فهي التي تحقنه بالغابة والإبهار وإجتياح تخوم المجهول وتعطيه هذه الفتنة الخاصة به، ولم يتورع عالم كبير مثل كارل غوستاف يونغ من إستخدامه في مجمل نظامه الفكريّ، وفعل ذلك مثله كثيرون.
كتابنا هذا يحاول أن يستقصي تاريخ التنجيم في العالم القديم والذي يمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى سقوط الإمبراطورية الرومانية في 476م، ويتوقف عند بداية التأريخ الوسيط، فهو يتناول التنجيم في عصور ما قبل التاريخ، ثم التنجيم السومري والبابلي والآشوري والمصري والفارسي والهندي والصيني، ويتناول التنجيم المندائي واليهودي، والأغريقي والروماني وتنجيم المايا، ويتناول التأريخ كأطروحة تنجيمية في عمل المنجمين الكبار.
ومن اللافت، حقاً، القول بأن كلّ المشتغلين بالفلك، منذ العصور القديمة وحتى القرن السابع عشر، كانوا يهتمون بالتنجيم ويكتبون فيه، فالتنجيم هو الوجه الشعبيّ والسحريّ للفلك والذي ينتشر بين الناس بصيغٍ شتى، فقد قال عنه يرهانس كبلر، أشهر منجِّمي عصره وآخر علما الفلك المشتغلين بالتنجيم، مقولته المشهورة: إن الأسترولوجيا [التنجيم] هي ابنة غبية من دون شك، ولكن - يا إلهي - ماذا كان بوسع أمِّها الأسترونوميا [علم الفلك] الكبيرة الشأن، الناظمة للعقل، أن تفعل من دونها؟...
إن العالم غبي سفيه، ممعن في غباوته وسفاهته، إلى درجة أن الناس سيكذِّبون هذه الأم المحافظة العاقلة وسيفهمون أمورها خطأً، لولا ألاعيب ابنها وأباطيلها، إن الجوع سيعضُها بنابه، لولا وجود ابنتها الحمقاء تلك. إقرأ المزيد