تاريخ النشر: 24/09/2019
الناشر: دار الأمير للثقافة والعلوم
نبذة نيل وفرات:" وطن وغربة " .
وطني وتهوى خافقي .. وحكايات الشوق الطويلة ، بنت الجيل حَمَلْتُها ... صوراً بذاكرتي جميلة / فلكم نعمت بحضنها .. حضن البراءة والطفولة / ورضعت ثدي حنانها .. حباً وعاطفةً نبيلة / ونما الصبا وركَّضَ .. في مرابعها خيوله / وزها الشباب وأشرقت ..... من نوره سِيَمُ الرجولة / من حضنها عيني رأت .. نور الهدى ورأت سبيله / ورشفْتُ من سلسالها .. قيماً مقدسةً جليلة / أشربتُها فكراً أصيلاً ... من منابعه الأصيلة / وتنشقت رئتاي من أنسامها عَبَق البطولة / حتى إذا هتف الطُموحُ .. ودق في سمعي طبوله / والأمنيات تألقت .. والإغتراب بدا وسيله / دافيتُ داعبة الطموح .. ملبياً بخطى عجوله / ونأيت مفترناً على .. صهواتِ أحلامٍ جميلة / نسجَ الخيال جِنانها .. خضراء جالية ظليله / لكن جنة غربتي .. مقرٌ مسالكه ضليله / وأنا أسير الإغتراب .. وليس الصبر حيله / أخفيت آلام الحنين .. وخافقي يشكو تحليله / وكرعت من كأس النوى .. والهجر أعواماً طويله / ورأيت أحلام الشباب .. على مذابحها قتيله / والدهر يجري مسرعاً .. والعمر يستدني أصيله / والذكريات تعودني .. كلمى مخضبه عليله / ورجعت التمسُ اللقاء .. وقد تجاوزت الكهوله / والقلب يخفق بالحنين .. ومقلتي عبرى بليله / أم القرى أضوَ تذكرين .. فتاك يا أم البطوله / وجهي كتابٌ ناطق ٌ .. تروي تفاصيله فصوله ، ها قد رجعت وفي فمي .. أماه تختنق المقوله / ما لي أصدق لا أرى .. وطني ولا حتى طلوله / يا خيبة الأمل الكبير .. وصدمة النفس العزولة / أهي الحقيقة أم هو .. الوهمُ الذي أرخى سدوله / أين الرفاق تفرقوا .. أين العشيرة والقبيلة / أين البيوتُ تزيّنها .. كرمٌ تؤطِرُهُ الفضيلة / أين الديار وأهلُها .. وبنو العمومة والخؤوله / بل أين آثار الصبا .. درسَتْ وآثار الطفوله / يا ليته بقي اللقا .. حُلُماً تداعبه المخيله / ونَعِمْتُ بالوطن الذي .. لا ابتغي وطناً بديله / وطني يعيش بخافقي .. صوراً مقدسة جليله / [ ... ] وطنٌ وشاعرٌ وغربة ... أهو الوطن الساكن في الفؤاد هو الذي يصنع شاعراً .. أم هي الغربة التي تزكي مشاعر الحنين فتتقد كنار لا ينطفئ أوارها ؟ !! هما معاً مَن جعل الشاعر يسكب عواطفه دفّاقة تستحيل سيّالات شعرية محملة بأصدق المعاني وأرق اللفاظ .. تتراءى للقارئ لوحات تستحيل مشاهد تنبض بالحياة .. لقرية .. لأهل .. لصبي ، يرتع في أحضانهم هنيء البال .. وكأن بالشاعر يحاول الهروب من مرارة غربة انتزعت منه سعادة .. وضنت عليه بلقاء .. وطنٌ وغربةٌ وقصيدة يتلقفها القارىء ، كما كل قصائد الشاعر في مجموعته هذه ، على اختلاف مواضيعها وأغراضها .. مستعذباً معانيها .. مأخوذاً بألفاظها وعباراتها وقوافيها .. مترنماً بموسيقا حتى النهاية . إقرأ المزيد