تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:البعض عندما يكبرون يخترعون طفولات أخرى، ينتفون عنها الأخطاء كالريش، ويضمدون أسمالها بما تيسر من فضلات الثياب. هؤلاء تفارقهم ظلالهم مبكراً، وينجبون سلالات محرومة من الفيء...
للشاعر طفولة شائخة، كما يروي الكتاب. من لم يجد مكتبة في بين أبيه، يلوذ بثدي النهار، نهار الناس، يرضع ما يكفي لليلة نائية الفجر.
نحن، تداخلت ...لدينا حدود البلاد وحدود الجسد، الجغرافيا كالهواء.. لا تشعر بثقله إلا حين يتخلى عنك. لم يقل مدرس الطبيعيات شيئاً كهذا، رغم أنه كان يدور في الغرفة وفي منظار القناص الإسرائيلي في وقت واحد..
كانت له، كما لكل معلم سواه، هيبة لا تجرح. مرة واحدة اقترب منا.. أو اقتربنا منه لا أدري خلف نافذة الغرفة مر رجال يحملون "سلما" كان شهيداُ من القرية غافلة العدو وهوي فتح صرة الإفطار، تناثر حبات الزيتون وفرت العصافير مذعورة عن أغصان شجرة التوت.. وظل الرغيف المدهون بالزيت منقرعاً بالدم. مروا به محمولاً على "سلم" خلف النافذة.. سقطت الطبشورة من يد المعلم، وردد مرتين وهو يحشرج: لا تحسبن الذين..." أطعنا ولم نحسب. إقرأ المزيد