تاريخ النشر: 19/03/2014
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:من خلال محكي استرجاعي نثري يقوم به خيري منصور يؤطر لوجوده الخاص في مكان وزمان معينين يكتب "صبيّ الأسرار" يرتكز فيه على حياته الفردية وعلى تاريخ شخصيته في علاقتها مع الآخر، وهذا الآخر يمكن أن يكون أرضاً، وطناً، عشقاً، غربة، وقد أسبغ عليها المؤلف شيئاً من التخييل الذاتي، وأسلوب ...الإقناع كي لا يظل أي اختلاف بين الذي يكتب والذات التي تتمظهر في الكتابة، وكل ذلك عبر مشاهد وتحليلات، يتناوب فيها السرد والوصف لإضفاء قيمة جمالية فنية على النص، وخاصة أنه ذو طابع إسترجاعي لمرحلة الطفولة والشباب والعمل والنضال ورفاق الدرب وكل ما يمتّ إلى ماضي المؤلف بصلة. لنقرأ هذه الصورة: "كل شيء هادىء في القرية، البهائم بعضها يجتر محركاً عنقه كالجرس وبعضها يحدق باللاشيء، الخيل وحدها كانت تدق الأرض بحوافرها، تتلفت بأعين دامعة كما لو كانت تتفقد فرساناً ترجلوا إلى الأبد...". وبهذا المعنى فإن الماضي ليس مجرد مساحة زمنية لحركة الأحداث والوقائع، بل هو ملجأ سري حبيب إلى قلب من يكتب يصعد منه عبر مستويات الزمن إلى مرحلة البدايات في القرية التي عاش فيها وترعرع والتي تتمظهر فيها أحلامه وأفكاره. وهنا تصبح مقاربة الماضي فعلاً نوستالجياً أكثر إشراقاً من مجرد التذكر البارد "كنا نخاف من الحجارة الصغيرة. ونقول إذا ألحق أحدنا بها أذى ستكبر، وتصبح جبلاً، تغوينا وتستدرجنا عبر سفوحها وتثأر منا ..."؟ إن منطق الكشف السيري الذي اعتمده المؤلف أساساً لعمل حتى الأسرار، هو منطق أديب مثقف يستعين ويقارب كل ما هو متاح في الذاكرة ويغلفها برؤى وأفكار، بقصد تعميق صلة الكتابة بالحدث (الماضي والحاضر) والإرتفاع بذلك إلى مستوى الفن السير ذاتي.
هذا، وقد توزعت السيرة "صبيّ الأسرار" على أحد عشر عنواناً هي: "صبيّ الأسرار"، "رائحة التراب المبتل"، "طفولة مغمورة بالنرجس البري"، "لنحك الفسيفساء حتى الجصّ"، "معجم الروائح الغامضة"، "طرقات مسقوفة بالنجوم" (...) وعناوين أخرى. إقرأ المزيد