تاريخ النشر: 01/09/1979
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن لا بد للمرحلة التي جاءت بعد محنة حزيران 1967 أن تنضج وعياً جديداً. وأحد ملامح هذا الوعي تكمن دون شك في هذا التوجه من جديد، إلى المنابع الأساسية للفكر العربي الثوري.
وقد جاء هذا التوجه، نتيجة طبيعية لانقشاع مرحلة كاملة من الصخب الدعائي والتطبيق المنحرف، ولانكشاف جملة من الحقائق ...ظلت مخنوقة وسط حمى التزوير والتآمر على الوعي العربي وعلى النضال الجماهيري وعلى حركة الثورة العربية.
فقد انعكست أحداث السنوات الأخيرة على الحياة العربية وبدأـ تهزها بعنف وعمق وتجلو عنها كثيراً مما حاولت عوامل التضليل في المرحلة السابقة أن تلصقه بالوعي العربي وبالنضال العربي.
وأولى هذه الحقائق التي انجلت بعد ركام التضليل المقصود، هو أن الفكر العربي الثورة لم يكن بعيداً عن استيعاب حاجات المرحلة وعن استشراف ملامح تطورها ومتطلبات هذا التطور. وأن المسئول عن انحراف التطبيق العملي عن استراتيجية الثورة العربية، لم يكن الفكر العربي الثوري، بل أولئك الذين استغلوا هذا الفكر أسوأ استغلال وتأمروا عليه عندما حملوا شعاراته ستاراً لانحرافاتهم لا عنواناً لمنجزاتهم وخلقوا حالة من الانفصام بين القول والعمل، وراحوا يسقطون فشلهم عليه.
وليس أكثر من العودة إلى التراث الثوري الذي مهد لوحدة 1958، ورافق مرحلة الصمود الشاملة في النضال العربي خلال الخمسينات، والذي يتميز كتاب (معركة المصير الواحد) للأستاذ ميشيل عفلق –مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي- باحتواء الجانب الأوفر منه، ليس مثل هذه العودة ما يكشف الحقيقة ويشكل دليلاً حسياً على أن الذين تحملوا مسئولية قيادة المرحلة السابقة قد كانوا يعيشون في واد آخر لا يمت بصلة إلى ما طرحه الفكر العربي الثوري، ولذلك جاء نهجهم دليلاً على أنه لم يستوعب شيئاً من معطيات هذا الفكر، بل كان يضيق به وبمقاييسه وبمعاييره النقدية، ويكن له الحقد. وقد تجلى هذا الموقف السلبي في سلسلة من ردود الفعل، بدأـ بتجاهل هذا الفكر وانتهت بمصادرة مقولاته وتشوييها بالتطبيق المنحرف.
وهكذا فإن تصحيح انحرافات المرحلة السابقة لا يكون بالكشف عن أخطائها فحسب، بل وبالعودة إلى المنابع الفكرية التي فارقها التطبيق العملي وشذ عن منطلقاتها وعن أسس الإستراتيجية الثورية النابعة منها.
ومن هنا كانت إحدى المبررات الأساسية لإعادة طبع كتاب "معركة المصير الواحد" للأستاذ ميشيل عفلق. هذا الكتاب الذي يعالج من خلال الأحاديث والكتابات التي جمعت فيه، قضية المصير العربي، على ضوء معطيات مرحلة الخمسينات، والذي يستشرف إلى حد بعيد إبعاد المرحلة المقبلة، ويحدد المعايير الأساسية لسلامة النضال القومي التحرري الاشتراكي. إقرأ المزيد