لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

أما أنا فلستـ ( من ) طين

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 205,694

أما أنا فلستـ ( من ) طين
3.40$
4.00$
%15
الكمية:
أما أنا فلستـ ( من ) طين
تاريخ النشر: 04/01/2019
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:" وبينما كنت أتمتع برشف القهوة سمعت .. صوتاً من خلف الظلال .. آن الأوان أن تغادر .. ولتترك النادل – إن أحببت – شيئاً من المال .. يحق لك أن تصحب معك بقية روحك .. إن شئت . ولكن إحذر .. إذا ما خرجت للشارع أن تقطف وردة ...من الحديقة العامة .. كي لا أخدش حياء المدينة . يحق لك أن تعبّ شيئاً من الهواء .. وبعد .. يمكنك أن تستقل الحافلة الأخيرة وتمضي ... كل ذلك كان قبل السقوط .. إذ يجلس في غرفة الطوارئ .. لك أن تعبر الغرفة الباردة .. أن تمضي ما شئت في أضواء النيون البيضاء علّها تلغي وحدتك .. يحق لك أن تفضّ الطرف من الصقيع الذي يقرّض أطرافك ، لك أن تكمل هذا الليل وما جاوره من انكسار .. يحقّ لك أن يلقي سلاماً خاوياً على المقاعد الجرداء وبعض الجثث .. ويحق .. لك أن تزيل رائحة المطهر من خلايا دماغك ... قبل أن يثمل الليل بسعال المحزونين . حينها يكون قد وصل الموتى إلى الإكتمال فلنبدأ من جديد .. إذ يضيء زيتاً .. إذ يبدو الزيت مشبوقاً يضيء رحلتك الأخيرة إلى قعر الظلام .. تطلّ على غرّة الصباح البارد تنتظر موتاً جديداً .. وهو .. يدنو مع شعاع الشمس ... . إذ يكون لاجئاً ... يحق لك أن ترحل في المستقبل الذي يؤثَث بالقرارات .. يحق لك أن تتمشى في الشرفة التي تطل على جثثٍ تصادفها .. يحق لك أن تنتظر بقية جثتك وهي تُشحن من مرافئ لا تعرفها .. الجثة محض تجسيد للحضور المنتفَض حيث قبيلة من الموتى ما زالوا في طور التكوين .. إذ يعترف ... يحق لك أن تُسوّف معنى إسمك إلى أن ينهي التاريخ معضلة تعريفك .. وإلى حين ذلك لك أن تمضي في حامض الكلس تجدول ما انقضى منك في الأشجار التي أنهكها الإنتظار أو استحالت إلى رُفات كأصحابها الغائبين .. يحق لك أن تعلق في البحر حيث سفينة تمخر عُباب الكسل .. تقوي في الضباب الحائر .. تشرب البعيد .. ولك أن تدرك أنك أضعت اسمك .. لقبك .. جنسيتك .. شكلك ... يا نسل الحجارة .. حاكورة جدك التي تقتات وهم التاريخ .. يحقّ لك أن تشطب ما لا يليق بك .. أو أن تملأ نفسك في حيّز الرسائل الكلاسيكية المنقرضة .. توصل ما انقطع منك في الجهات الأربع .. يحقّ لك أن تكون طارئاً أو زائداً .. ولكن فقط في الأمكنة المقترحة .. أو المخصصة للأمتعة .. يحق لك لشفتيك أن ترتعشا إذ سُئلت .. من أين أنت ؟ ، إذ يجب ... يحق لك أن تجيب غير أن الإجابة .. لا تعني أن تكون خائناً لك ، أو له .. إنما للأرض التي أنجبتك أو للفراغ ... إذ يردد ... لك أن تردد حروف وطنك .. غير أنها تزعج الآخر .. أنت الذي أدمنت التحايل على تضليل نفسك في أزمنة ابتعتها من أخاديد أسلافك كي تحيد فجاجة السؤال .. ولكن لا تكترث وقل : أنا من طين .. إذ يكون ... ( 1 ) ولدت كما ينبغي للشوك أن يولد ، في أرضٍ لست منها .. وليست منك .. وستموت في الأرض التي أنكرتك ولا تنكرها .. هل تعرف أيها القارىء كيف يكون ذلك ؟ لعلك لا تعرف .. لأنك لست منا ! إذ يكون ( 2 ) ولدت في الشمس التي مزقت وجهك .. طلتك بألوان من الشتات .. غير أن لك لون الطين ، وصوت الصلصال وهو يخلو من المسرات .. لك أسفار السفن ... .. ولدت في المخيم وفي ليلة أخرى ولدت على ناصية الطريق ، أو في ليلة ماطرة .. ولدت في القمر وعلى سطح الشمس .. في بغداد ، وبيروت ، وعمان ، ودمشق ، والقاهرة والكويت .. لا أعرف .. ولكن ، ولدنا دفعة واحدة كما الحزن ، والمرض ، والوباء .. ولدنا في مفاصل الصقيع ، وبين عُري الحدود ، وعلى ركبة هجير الشمس . في ذقن الضباب .. ولدنا في الإرتدادات الأولى لشظية طائشة ، وفي بطاقات الإعاشة ، أو في شطيرة طفل .. أو بين الكلمات ... " . هو مسار رحلة عمره عمرٍ لم يكن له من حظ فيه إلا الإسم ... وإسم لم يكن له من حظٍ فيه سوى الإنتماء .. وانتماء ليس له من حظٍ فيه إلا كلمات .. وكلمات ليس له من حظٍ فيها سوى أنها لشاعر تعلم أن يترك الفواصل محطات بين كل ارتحال وارتحال .. ومع كل ارتحال لا بد أن يقف بعيداً .. عن أرضه .. عن وطنه .. عن ذاته .. وإحساس عليه أن يستجلبه .. وجنسية عليه إنكارها .. ليقول : أما أنا فلست ( من ) طين . إبداع تجسد في اختصار المعاناة لتأتي ضمن سرديات مترافقة مع جرس موسيقى حزينة موجعة حتى الجذور .

إقرأ المزيد
أما أنا فلستـ ( من ) طين
أما أنا فلستـ ( من ) طين
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 205,694

تاريخ النشر: 04/01/2019
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:" وبينما كنت أتمتع برشف القهوة سمعت .. صوتاً من خلف الظلال .. آن الأوان أن تغادر .. ولتترك النادل – إن أحببت – شيئاً من المال .. يحق لك أن تصحب معك بقية روحك .. إن شئت . ولكن إحذر .. إذا ما خرجت للشارع أن تقطف وردة ...من الحديقة العامة .. كي لا أخدش حياء المدينة . يحق لك أن تعبّ شيئاً من الهواء .. وبعد .. يمكنك أن تستقل الحافلة الأخيرة وتمضي ... كل ذلك كان قبل السقوط .. إذ يجلس في غرفة الطوارئ .. لك أن تعبر الغرفة الباردة .. أن تمضي ما شئت في أضواء النيون البيضاء علّها تلغي وحدتك .. يحق لك أن تفضّ الطرف من الصقيع الذي يقرّض أطرافك ، لك أن تكمل هذا الليل وما جاوره من انكسار .. يحقّ لك أن يلقي سلاماً خاوياً على المقاعد الجرداء وبعض الجثث .. ويحق .. لك أن تزيل رائحة المطهر من خلايا دماغك ... قبل أن يثمل الليل بسعال المحزونين . حينها يكون قد وصل الموتى إلى الإكتمال فلنبدأ من جديد .. إذ يضيء زيتاً .. إذ يبدو الزيت مشبوقاً يضيء رحلتك الأخيرة إلى قعر الظلام .. تطلّ على غرّة الصباح البارد تنتظر موتاً جديداً .. وهو .. يدنو مع شعاع الشمس ... . إذ يكون لاجئاً ... يحق لك أن ترحل في المستقبل الذي يؤثَث بالقرارات .. يحق لك أن تتمشى في الشرفة التي تطل على جثثٍ تصادفها .. يحق لك أن تنتظر بقية جثتك وهي تُشحن من مرافئ لا تعرفها .. الجثة محض تجسيد للحضور المنتفَض حيث قبيلة من الموتى ما زالوا في طور التكوين .. إذ يعترف ... يحق لك أن تُسوّف معنى إسمك إلى أن ينهي التاريخ معضلة تعريفك .. وإلى حين ذلك لك أن تمضي في حامض الكلس تجدول ما انقضى منك في الأشجار التي أنهكها الإنتظار أو استحالت إلى رُفات كأصحابها الغائبين .. يحق لك أن تعلق في البحر حيث سفينة تمخر عُباب الكسل .. تقوي في الضباب الحائر .. تشرب البعيد .. ولك أن تدرك أنك أضعت اسمك .. لقبك .. جنسيتك .. شكلك ... يا نسل الحجارة .. حاكورة جدك التي تقتات وهم التاريخ .. يحقّ لك أن تشطب ما لا يليق بك .. أو أن تملأ نفسك في حيّز الرسائل الكلاسيكية المنقرضة .. توصل ما انقطع منك في الجهات الأربع .. يحقّ لك أن تكون طارئاً أو زائداً .. ولكن فقط في الأمكنة المقترحة .. أو المخصصة للأمتعة .. يحق لك لشفتيك أن ترتعشا إذ سُئلت .. من أين أنت ؟ ، إذ يجب ... يحق لك أن تجيب غير أن الإجابة .. لا تعني أن تكون خائناً لك ، أو له .. إنما للأرض التي أنجبتك أو للفراغ ... إذ يردد ... لك أن تردد حروف وطنك .. غير أنها تزعج الآخر .. أنت الذي أدمنت التحايل على تضليل نفسك في أزمنة ابتعتها من أخاديد أسلافك كي تحيد فجاجة السؤال .. ولكن لا تكترث وقل : أنا من طين .. إذ يكون ... ( 1 ) ولدت كما ينبغي للشوك أن يولد ، في أرضٍ لست منها .. وليست منك .. وستموت في الأرض التي أنكرتك ولا تنكرها .. هل تعرف أيها القارىء كيف يكون ذلك ؟ لعلك لا تعرف .. لأنك لست منا ! إذ يكون ( 2 ) ولدت في الشمس التي مزقت وجهك .. طلتك بألوان من الشتات .. غير أن لك لون الطين ، وصوت الصلصال وهو يخلو من المسرات .. لك أسفار السفن ... .. ولدت في المخيم وفي ليلة أخرى ولدت على ناصية الطريق ، أو في ليلة ماطرة .. ولدت في القمر وعلى سطح الشمس .. في بغداد ، وبيروت ، وعمان ، ودمشق ، والقاهرة والكويت .. لا أعرف .. ولكن ، ولدنا دفعة واحدة كما الحزن ، والمرض ، والوباء .. ولدنا في مفاصل الصقيع ، وبين عُري الحدود ، وعلى ركبة هجير الشمس . في ذقن الضباب .. ولدنا في الإرتدادات الأولى لشظية طائشة ، وفي بطاقات الإعاشة ، أو في شطيرة طفل .. أو بين الكلمات ... " . هو مسار رحلة عمره عمرٍ لم يكن له من حظ فيه إلا الإسم ... وإسم لم يكن له من حظٍ فيه سوى الإنتماء .. وانتماء ليس له من حظٍ فيه إلا كلمات .. وكلمات ليس له من حظٍ فيها سوى أنها لشاعر تعلم أن يترك الفواصل محطات بين كل ارتحال وارتحال .. ومع كل ارتحال لا بد أن يقف بعيداً .. عن أرضه .. عن وطنه .. عن ذاته .. وإحساس عليه أن يستجلبه .. وجنسية عليه إنكارها .. ليقول : أما أنا فلست ( من ) طين . إبداع تجسد في اختصار المعاناة لتأتي ضمن سرديات مترافقة مع جرس موسيقى حزينة موجعة حتى الجذور .

إقرأ المزيد
3.40$
4.00$
%15
الكمية:
أما أنا فلستـ ( من ) طين

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 95
مجلدات: 1
ردمك: 9786144199435

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين