بحث في أصل اللغات وعلاقتها بالموسيقى
(0)    
المرتبة: 150,915
تاريخ النشر: 10/12/2018
الناشر: أطلس للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:هذه التطورات التي حدثت للموسيقى واللغة لم تكن إعتباطية ولم تحدث بشكل فجائي بل كان لها علاقة بتقلبات الأمور العادية، تتشكل اللغات بطبيعتها إنطلاقاً من حاجات الناس وهي تتغير سلباً أو إيجاباً وفق تغير هذه الحاجات نفسها.
ففي الزمن البعيد حين كان الإقناع أساس الحكم كانت الفصاحة ضرورية، أما الآن وقد ...حلت قوة الشرطة محل الإقناع فما فائدة الفصاحة؟ ليس هناك من حاجة لفن من الفنون أو لشكل من أشكال الفصاحة لقوة الحكام، هذا ما يسرني.
ماذا بقي إذن من حديث يوجه إلى تجمعات الشعب؟ المواعظ، إن إقناع الشعب هو آخر ما يفكر فيه مؤلفوها لأنهم لا يتلقون رواتبهم من الشعب وليس هو الذي يعينهم في وظائفهم، لذلك فإن اللغات الشعبية أصبحت بالنسبة لنا عديمة الجدوى تماماً كما هي حال الفصاحة.
لقد اتخذت المجتمعات الشكل الأخير من تطورها ولا يمكن أن نغير فيها شيئاً إلا بواسطة المدافع أو قوة المال ولما لم يعد هناك مما يقال للشعب سوى ادفع فإن هذا الأمر يقال عن طريق لوحات الإعلان على قارعة الطريق أو عن طريق جنود في المنازل، لا حاجة لجمع الناس من أجل هذه الأمور بل على العكس يجب إبقاء الرعايا متفرقين.
ذلكم هو المبدأ الأساسي في السياسة الحديثة، هناك لغات تلائم الحرية وهي لغات شجية ذات إيقاع وتوافق نغمي يسهل فهم مدلولاتها.
أما لغاتنا فتلائم ثرثرة الصالونات الرتيبة، يتعذب دعاتنا في المعابد ويتصببون عرقاً دون أن يُفهم شيء مما يقولونه، وبعد أن يصيبهم الإعياء جراء صراخهم ساعة من الزمن، يغادرون منابرهم نصف أموات.
بالطبع ليس هناك أيّة ضرورة لمثل هذا التعب الشديد. إقرأ المزيد