تاريخ النشر: 25/10/2018
الناشر: المكتبة القانونية
نبذة المؤلف:إن اختياري للكتابة بموضوع رجل الدولة يعود إلى أن هذا المفهوم هو من أكثر الألقاب والصفات جاذبية وقبولاً في ميدان العاملين في السياسة وشؤون الحكم لا سيما إلا ما قورنَ بغيره من المصطلحات الأساسية.
ونعلم أن السياسة ليس لها صورة حسنة في المخيّلة الجماعية، إذ نُظِرَ إلى السياسة بشكل عام نظرة ...سلبية على الرغم من ظهور علم لها هو علم السياسة الحديث وإنتشار كليات وأقسام العلوم السياسة في أغلب جامعات العالم وتخرّج منها العديد من المحبين لهذا العلم.
لكن السياسة نُظِرَ إليها نظرة شك وريبة وحذر، يقول عنها الفيلسوف الفرنسي "دالامبير" (1717- 1784): "إن السياسة هي فن خداع الناس"، ومن أقوال الشيخ محمد عبده (1849- 1905) الشهيرة في هذا الشأن: "ما المعروف "لويس بورخيس": "إن السياسة هي النشاط الأكثر خِسَّة من كل الأنشطة البشرية" إذ كان من أشد الكارهين للسياسة.
وبعيداً عن هذه النظرة القاتمة فإن الواقع يكشف لنا أن في السياسة، كما في الكثير من أمور الحياة، هناك الجيّد مثلما هنالك السَّيِّئ... بيد أن الإبتلاء بمساوئ السياسة وصنف من السياسيين هو من أَسْهَمَ في نفور الناس من السياسة ورجحان صورتها السلبيّة على الجوانب الإيجابية التي لا شك بوجودها أيضاً.
إنا نأمل من دراستنا هذه، وبعين أكاديمية، لرجل الدولة، أن نسلّط الضوء على بعض الجوانب الإيجابية والمريحة من السياسة وشؤونها ورجالها.
ونرجو أن تكون محاولتنا هذه نافعة للمختصين وللمهتمين بالشأن السياسي ومقاربة لفهم معنى ومواصفات رجل الدولة بشكل دقيق فضلاً عن أهمية وجوده في حياة الأمم والشعوب وفي تحقيق آمالها وبناء مستقبلها الزاهر.
ونُذَّكر بان الكتابة في موضوع رجل الدولة ليس إستخلاصاً لبعض دروس تاريخ الدولة والشعوب فحسب لأن التاريخ أساسي لفهم طبيعة السلطة في أي بلد وطبائع حكامه، بل إن هذا الموضوع يتيح لنا التأمل في حاضر الدول والشعوب وأوضاعها القائمة وإستشراف مستقبل مسيرتها، فالأمم والشعوب التي أنجبتْ رجال الدولة عظماء في الماضي قادرة على إنجاب رجال ونساء دولة أعظم في المستقبل بالنظر للتقدم البشري الذي نشهده في عالمنا اليوم. إقرأ المزيد