البحث عن وطن ؛ سيرة مواطن عماني عاش الغربة والإغتراب
(0)    
المرتبة: 786
تاريخ النشر: 06/03/2020
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:"هذا الكتاب هو ركام من التبر والتراب من الحجر والرماد، من الرمل والزبد... هو سيرة ذاتية حقيقية، وليس قصة متخيلة من نسج الخيال، وبالتالي فإن كل ما جاء فيها من مواقف وحوارات وحكايات؛ بعضها أغرب من الخيال، يصعب – أحياناً – على العقل تصديقها، وهي لا تعدو أن تكون ...تصويراً حيّاً، ووصفاً صادقاً، دقيقاً وأميناً للواقع الذي حدثت فيه، دون أية مزايدة أو مبالغة أو نقصان.
وقد جاء الكتاب بعد إلحاحٍ شديد من الأصحاب، وبعض من رفاق الأمس، لكتابه "سيرتي في الحياة" وقد ظلت متردداً في كتابتها فترة من الزمن، حتى اقتنعت بفكرتها في الأخير؛ بل رأيت ضرورتها، كإسهام يسير مني في "توثيق ملامح مرحلة معينة" من تاريخ هذا الوطن، لا يعلم شيئاً عنها الكثير من أبنائه...
بهذه الكلمات استهل صاحب السيرة سيرته الذاتية التي لمّ شملها في كتابه هذا... مشيراً بأنه إنما كتبها أولاً لذاته، كسجل لذكرياته أولاً، ثم لأبنائه وأحفاده، ليعرفوا حكاية أبيهم وجدهم في الحياة، ثم للرفاق الذين كان معهم وكانوا معه في مسيرة النضال، سواء أولئك الذين كانوا في جبال ظفار، أو في دورة الصين، أو في زنازين سجني؛ الجلالي والرميس... كتبها كتوثيق صفحة من صفحات نضالهم البطولي المجيد من أجل الوطن... وطن الحرية والكرامة... كما كتبها للمواطن والمثقف العُماني الذي يريد أن يعرف شيئاً عن سرة بعضٍ ممن شاركوا ذات يومٍ في صنع أحداث خالدة بهذا الوطن، وأخيراً كتبها للإنسان أيّاً كان، الذي في نفسه طموح أو رغبة للإطلاع على "سيرة إنسان"، في هذه الحياة، كيفما كانت تلك السيرة...
فالإنسان هو الإنسان في نهاية المطاف... في مشاعره وهواجسه وأمانيه... مع إختلاف صورها فحسب... بكلّ زمان ومكان... وقد أثر صاحب السيرة التواري في هذه السيرة الذاتية خلف اسم "شمسان" وذلك لثلاثة أسباب: الأول، هو الهرب من إستخدام ضمائر المتكلم المفرد (تُ، ي) فهو لا يجيد إستخدامها في كتاباته قدر الإمكان، فهي تشعره بأنّا يمقتها، الثاني: هو أن في سيرته هذه، مواقف وحكايات أغرب من الخيال، يستعصي على الفعل تفسيرها وتصديقها، وبالتالي فإن عرضها والحديث عنها فضمير الغائب أيسر له وأسهل وأبعد عن الحرج، الثالث، هو أن "شمسان" اسم كان له في نفسه وقع خالد، وأكثر من أثر، فهو اسم الجبل الذي يعدّ مهداً للثورة اليمنية الجنوبيقة ضد الإستعمار البريطاني، التي صارت بدورها، بعد الإنتصار، أكبر حاضن وداعم ومناصر للثورة العلمانية، كذلك فإن أُذُنُه، وإبان وجوده في عدن، أَلِفَتْ سماع الأغنية التي يقول فيها أبو بكر السالم بشدوه المؤثر الجميل: "شمسان يا عز راسي" يا روحي له مَكن... أفديه وأفدي الذي هو في سفوحه سكن".
هذا وجاءت هذه السيرة خالية من الصناعة والتكلف، إذ كتبها صاحبتها على السجية، فكانت "الفطرة" وليس آية "تقنية" أدبية، من التقنيات المتعارف عليقها في عالم النقد والأدب، هي السائد والمعوّل في صياغة هذه السيرة...
وأخيراً، فإن سيرة زهران زاهر الصارمي هذه هي سيرة وطن عماني عاش الغربة والإغتراب فكانت سيرة مواطن يبحث عن وطن، وزهرات صاحب هذه السيرة هو كاتب عماني من مواليد 1954 في قرية امطي من ولاية إزكي، عاش مغترباً بين زنجبار ودول الخليج، ثم سورية والعراق واليمن والصين الشعبية خلال الفترة الممتدة من عام 1975 حتى عام 1971م.
كان من المعتقلين السياسيين في الفترة الممتدة من نهاية عام 1972 حتى نهاية عام 1985، له العديد من المقال من السياسية والأدبية المنشور بعضها في الصحافة العمانية والمنتديات والمجلات الإلكترونية، عمل في وزارة الصحة لمدة 27 سنة، وتقاعد منها كخبير إداري في عام 2014، عمل في جامعة نزوى أستاذاً في متفرع لمادة "مهارات الحياة" و"التعلم" من عام 2012 وحتى 2015، صور له: "المتواري خلف الكلمات"، "من وحي الثورات العربية المعاصرة"، "صوت من الماضي"، "من أدب السجون العمانية"، "أوار اللهب". إقرأ المزيد