تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: مسكيلياني للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:شُيّدت عوالم "البيان الآخر"، بضرب مخصوص من العيان محكوم برؤية سمّيناها "الرّؤية المؤمنة" لأنّها تجعل المُعايِنَ يرى في الشّيء أكثر ممّا فيه.
هذه الكثرة الفائضة من الأشياء هي نتاج إفراط بصريّ مثّل الجاحظ شعاره الأكبر، فلم يكن أبو عثمان جاحظ العينين، لتشويه في الخلقة، أو "لخطأ من أخطاء الطّبيعة، وإنّما لشطط ...في البروز... من فرط الدّهشة والعجب نتأت عينه، فصارت جاحظة، دائمة الجحوظ".
ولأمر مّا جعلنا عنوان هذا الكتاب "الجاحظ والبيان الآخر"، فلئن كانت نصوص الجاحظ حاضرة على نحو طاغ فلأنّها كانت مبصومة بهذا الإفراط البصريّ المؤسّس لمقولة البيان المحوريّة في نظام المعرفة العربيّ الإسلاميّ.
وهي مقولة قد قُتِلَ جانبُها اللّغويّ درساً في مجالات شتّى كالبلاغة واللّغة وأصول الفقه وعلم الكلام، وكُبِتَ جانبُها البصريّ على نحو غريب، وهو الجانب الّذي سمّيناه "البيان الآخر"، أي الجانب الّذي انتظر طويلاً بلوغ "المغامرة السّيميائيّة" إلى الثّقافة العربيّة المعاصرة حتّى تبدأ مساءلته بأدوات أخرى تقتضيها المعرفة النّقديّة المعاصرة. إقرأ المزيد