اللابشري هذا السوى الذي لا يحتمل
(0)    
المرتبة: 171,931
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: مسكيلياني للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:تقدّم الفلسفة السّياسيّة اليوم طرائق جديدة للتّفكير في الإنسان الّذي تزلزلت أبنية مناعته الرّمزيّة، فصار في موضع ((السِّوَى)، وهو موضع يشغله كلّ من صار زائدًا (لأنّه خارج القانون، وغير مألوف، وخارق للعادة)، وأمسى في الآن نفسه استثنائيًّا (لأنّه نادر). ولأجل ندرته تلك، وجب تمييز ((السِّوَى)) عن ((الآخر» و((الغير).
فهو، بخلاف ...(الآخر»، كائن هشّ تصنعه في الغالب أجهزة الدّولة وعنف مؤسّساتها. فأن بصبح الفرد فجأةً ((سجينًا)) أو ((مَدِينًا» قد أثقلته الدّيون، أو محكومًا عليه بالإعدام، أو أن يصبح عدوًّا، أو حيًّا ميّتًا، أو عائدًا من موته، أو متحوّلًا بجنسه أو بجلده أو غريبًا بلسانه، أو أن يصبح فجأةً وحيدًا معزولًا عن بني جنسه في جزيرة، أو بعيدًا عن أهله وثقافته التي مزّقتها الأسلاك الشّائكة بعد أن ارتفعت في وجهه ((حيطان الخوف) العالية، أو أن يصبح جسده جسمًا خالدًا في المتاحف كالمومياء، أو إنسانًا خارقًا كالسّوبرمان، أو آلةً بشريّةً، فتلك لعمري، صور من ((السِّوَى» نادرة حاولنا عَرْضَ نماذج منها في هذا الكتاب. وهي، في كلّ الأحوال، تمثّل فوضى كلّ ثقافة بلغ توحّشها وعنفها حدًّا مفرطًا فَقَدَ فيه الإنسان بشريّته، فصار ذاك الكائن ((اللابشريّ)) الّذي برع الفنّ المعاصر في ابتداعه. إقرأ المزيد