تاريخ النشر: 04/05/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:بزغت الصحافة البحرينية في نهاية العقد الرابع من القرن العشرين على يد مؤسس مطبعة وجريدة البحرين عبد الله بن علي الزايد حينما أصدر جريدته المرسومة (البحرين) عام 1939، ونشط واهتم بعدة مجالات ثقافية كالمسرح والسينما والقصة والشعر والأدب، فأصبح هذا الرائد قدوة للأجيال التي أتت من بعده، وأخذت على ...عاتقها الرقي بالشأن الصحافي، فبرزت في هذا المجال عدة أسماء قام كلٌّ منها بدوره خير قام رغم صعوبة المناخ الثقافي في تلك الفترة بسبب هيمنة الإنجليز ورقابتهم على كل ما ينشر، فالطريق لم تكن مفروشة بالحرير، فكم من أخواه كممت، وكم من حرّ أُبْعِدَ عن وطنه، وكم من شاعر رُحّل عن البحرين بسبب قصيدة جاء فيها ما لا يروق لهم، ورغم ذلك زخرت الخمسينيات، وخاصة النصف الأول منها، بالجرائد والمحلات المحلية، وبرزت العديد من الأقلام الرائدة التي أسهمت في خدمة الوطن وأبنائه بفكرها وحبرها، وبرهنت من خلال عطائها على صدق وطنيتها وحقيقة إنتمائها، فكانوا نبراساً لمن جاء بعدهم، وتاريخاً لا ينفصل عن الجسد الثقافي لهذا الوطن.
وفي هذا الكتاب سيتم التوقف عند الشخصيات الصحفية التي ترتبط بموضوع هذا الكتاب، الذي يقوم مادته على حلقات صحفية كتبها الراحل (محمد قاسم الشيراوي) في مجلة (المجتمع الجديد) التي صدرت في عام 1970م، وشارك في إصدارها مع بعض زملائه.
وإلى هذا، فإن محمد قاسم الشيراوي شخصية بحرينية معروفة، في النصف الثاني من القرن العشرين، اكتسبت شهرتها في الأربعينيات والخمسينيات في المجال الرياضي، إذ كان من أبرز لاعبي كرة القدم في البحرين، كما عرف صحفياً لامعاً يثري الصحافة المحلية بقلمه، إذ كتب في المجتمع الجديد، والرياضي، وصدى الأسبوع، وأخبار الخليج، والأضواء وغيرها من الصحف والمجلات، فكان أحد الأقلام البارزة في البحرين حينئذٍ.
وبالعودة، فقد كان عنوان هذه الحلقات التي يضمها الكتاب (إنطباعات عن نوادر وقصص من بلدنا) وهو العنوان الذي اختاره لحلقاته التسجيلية التي اعتمدت على الرواية والمشافهة، بيد أنه كان ينعتها بأسماء وصفات أخرى، أورد ذكرها خلال السطور، مثل: النوادر الشيراوية، الحزاوي الشيراوية، الثرثرات، القصص الفرايحية، العكننات التاريخية، الدردشات، وغير ذلك من النعوت التي كانت قريبة من قصوره الخاص لما يكتبه، وكانت أكثر الحلقات لها مقدمة، ثم تنقسم إلى فقرات عدّة، كل فقرة بعنوان يلائم مضمونها.
كانت هذه الحلقات مزينة بصور بعض الشخصيات الوارد ذكرها في المقالات، وقد حاول مبارك عمرو العماري وضعها ضمن هذا الكتاب، مع إضافة صور أخرى لشخصيات لم تُنْشَر صورهم قبلاً في الحلقات، استهل محمد قاسم الشيراوي حلقات التي تم جمعها في هذا الكتاب بالحديث عن مركز البحرين التجاري في النصف الأول من القرن العشرين وأنها بورصة اللؤلؤ في الخليج العربي، وأنها كانت مصدر الرزق لأهل الخليج بساحليه ومن قلب الجزيرة العربية، ودعم كتاباته بإحصائيات عن تعداد السفن والبحارة وأسماء تجارة اللؤلؤ الأجانب، ودور الأسطول التجاري الكويتي، والعائلات البحرينية المشهورة في صناعة إستخراج اللؤلؤ... وإلى ما هنالك من مسائل وأمور تتعلق بالغوص، وإن ما شجع الشيراوي على خوض غمار الكتابة عن الغوص، وهو إلمامه بمعرفة وخبرة كافية اكتسبها من معاصرته لوالده تاجر اللؤلؤ المعروف قاسم الشيرواي الذي كان مشاعراً ومن أهم مثقفي البحرين.
كل ذلك جاء بأسلوب طريف وممتع تتخلله بعض مفردات اللهجة المصرية التي كانت تجري على لسان كاتب هذه المقالات بحكم تأقلمه مع هذه اللهجة، كانت تلك الحلقات التي خلدت أسماء لشخصيات عاشت العقود الأخيرة من حياة أعرق وأقدم مهنة بحرية عرفها الخليج.
فالكاتب لم يقصر في ترجمة بعض الشخصيات وفي شرح مهنة الغوص، وعرضه لبعض المصطلحات المرتبطة بها وجاس يمنة ويسرة في خبايا وتوابع وتجارة اللؤلؤ.
بيد أن معدّ هذا الكتاب رأى من واجبه إضافة ما يمكن إضافته من معلومات، كما سعى للحصول على صور لشخصيات لم تُنْشَرْ صورها مع المقالات، كما عمد إلى التعريف بصاحب المقالات (محمد قاسم الشيراوي) وسرد نتفأ من سيرته الطويلة، ثم تعريف القراء بمجلة (المجتمع الجديد) التي أصبحت بحكم النادرة، كما أتبع كل حلقة من الحلقات بهوامش مفيدة، مختتماً الكتاب بملاحق تضمنت المفردات البحرية التي أوردها الكاتب وأسماء مناصات البحرين والسعودية وقطر التي رصدها المؤلف زيادة في الفائدة. إقرأ المزيد