الإمام الماتريدي ومنهج أهل السنة في تفسير القرآن
تاريخ النشر: 09/04/2018
الناشر: دار النور المبين للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن هذا بحث يتناول (منهج إمام أهل السنة والجماعة أبي منصور الماتريدي في تفسيره الموسوم بــ "تأويلات أهل السنة" بذلت فيه ما أستطيع من جهد في سبيل الإلمام بمادته وتغطية موضوعه، أقدم بين يديه بما لا بد منه.
تعريف المنهج: تدل كلمة (المنهج) لغة على: الطريق الواضح الذي يسلكه الشخص، ..."تقول: نهجت الطريق: أبنته وأوضحته، أو سلكته، والنَّهْج: الطريق المستقيم، وطريق نَهْج: بَيِّن واضح، والمِنهاج كالمنهج".
والمنهج هو: الطريق المؤدي إلى الحقيقة، عن طريق: تقرير، أو كشف فلسفة المدروس الكلية، بإتباع الإجراءات العلمية، من خلال التطبيقات الجزئية.
وهذا التعريف يتضمن أموراً ثلاثة: أولها: الفلسفة التي تحكم العمل، وهي الرؤية الكلية، أو القواعد العامة والخطوط الكبري التي تربط بين الجزئيات، إنها الفكرة أو الأفكار العامة التي تسيطر على عقل الكاتب أو المؤلف، ثانيها: الإجراءات التي يسلكها الشخص للتعبير عن تلك الفلسفة، وهي مجموعة الطرق والضوابط والمبادئ التي يلتزمها الباحث حتى ينهى مهمته.
فالطرق، مثل: الإستقراء، الإستنتاج، المقارنة، التحليل، الوصف... إلخ، والمبادئ، مثل: الموضوعية، وإعتبار العلاقات السببية، والأمانة في النقل... إلخ، وهذه الإجراءات لا تتغير بتغير الموضوع، ثالثاً: التطبيقات، التي تظهر في أجزائها وتحكمها فلسفة العمل وتطبق عليها الإجراءات، وتتمثل في: أمثلة وشواهد وأحكام جزئية.
وتأتي أهمية البحث والدافع إليه، فقد تناول العديد من الدراسات شخصية الإمام الماتريدي ودرسته من الناحية العقدية، أما تلك التي تناولت الجانب التفسيري في شخصيته فإنها قليلة، ولم تتناول واحدة منها (منهجه) على النحو الذي قدمته في هذه الرسالة، والحمد لله.
إن لدراسة (المنهج) أهميته الكبرى؛ إذ من المعلوم أن العلم لا يتحرك في غيبة المنهج؛ فكل علم لا بد فيه من منهج بحث وطرق محددة للوصول إلى ركائزه وبنياته، أو أصوله وقواعده التي تميزه عن غيره، أو تجعله يقوم بوظيفته، كما أن أكثر ما يميز علماً من العلوم ليس موضوعه بقدر ما يميزه منهجه. إقرأ المزيد