جمهورية البعد الواحد ؛ التدخلات الإيرانية في مملكة البحرين
(0)    
المرتبة: 65,061
تاريخ النشر: 27/03/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:جمهوريّة البعد الواحد (ولاية الفقيه): طبقاً لبنيتها الميتافيزيقيّة المتعالية، فإنّها ولايةٌ إلهيّة (ما فوق بشريّة) يتعيّن أن تخضع لسلطانها كلّ الموجودات الكونيّة لتصبح الدول الأخرى محض مستعمرات هامشيّة أو (صفرّا فراغيّا).
قد تصلح هذه النظريّة لحكم إيران وداخل حدودها الوطنيّة، لكنّها لا تملك أيّ مسوّغ أخلاقيّ لفرض نموذجها على الشعوب الأخرى، ...فالولاية ببعدها الأحاديّ ترفض بإصرار وعنادٍ أن تخرج من أسر توسيع حاكميّتها (المقدّسة) على الأرض والإصرار على مدّ نفوذها الإقليميّ والدوليّ من الخليج العربيّ إلى الدار البيضاء مروراً بالعراق وبلاد الشام، ومنذ العام 1979 لم تكفّ الجمهوريّة الإلهيّة عن بناء قواعد آيديولوجيّة لدعم مشروعها الأمميّ، فاستحدثت عشرات المنظمات الدينيّة المتزمّتة والميليشيات الّتي باتت تعرف باسم (حزب ولاية الفقيه).
مثلت سنة 2011 لحظةً فارقةً في تاريخ الثورة الإيرانيّة، تحوّلت فيها الجمهوريّة الدينيّة من مرحلة الدعاية السياسيّة والتبليغ الآيديولوجيّ إلى مرحلة التدخّل الفاضح، فقد حاولت إستغلالِ الحراك السياسيّ في الشارع العربيّ لصالح مشروعها الأمميّ تحت شعار (الصحوة الإسلاميّة) بدعوى أن ما جرى ويجري في بعض عواصم الوطن العربيّ إنّما هو صدّى للثورة الإيرانيّة وإستلهامٌ لأفكار قائدها، وفي مقابل هذه المغالطات المثيرة تجاوزت طهران في السنة ذاتها حلقة التدخّل السياسيّ في الشؤون الوطنيّة لدول الخليج العربيّ، وبصفةٍ خاصّةٍ (البحرين)، فلجأت إلى أسلوب التهديد والوعيد، تلتها مرحلة عمليّات العنف المسلح خارج حدودها الدوليّة، كما حدث في سوريّة والعراق.
ومن هنا، جاء توثيق ظاهرة التدخّلات بمختلف نصوصها (البيانات الحكوميّة، التصريحات الإعلاميّة، رسائل وبرقيّات المؤسّسات الدينيّة).
هناك فصل وتمييز بين الحراك السلميّ ونقيضه المسلّح القائم على العنف الدمويّ والتخريب الماديّ، لذلك تقضي أخلاقيّات حكمة دلمون بضرورة التمسّك بالوسائل السلميّة والإرتقاء بها من الإطار الفئويّ والحزبيّ إلى المقام الوطنيّ بما يعزّز دور المواطنة ويلبّي طموحها ليبقى حوار التوافق الوطنيّ هو المقصد والغاية والسبيل.
هذا الكتاب ليس أكثر من وجهة نظر قد تخطئ قبل أن تصيب: ويأمل كاتب السطور أن تعيد الجمهوريّة الإيرانيّة النظر في علاقتها السياسيّة مع العرب لتنشئ منهجاً عقلانيّاً مشتركاً يسهم في إستقرار المنطقة وإزدهارها، ويعيد تأسيس العلاقات العربيّة الإيرانيّة وفق منطق الحوار المتكافئ والمصالح المشتركة والإحترام المتبادل، والمضيّ سويّاً إلى آفاق المستقبل. إقرأ المزيد