تاريخ النشر: 23/03/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:في روايته "عصافير داروين" يقدم الروائي "تيسير خلف" وعياً للخطة التاريخية، وفي إطار إجتماعي - سياسي خاص، وهذه اللحظة تعود إلى أواخر حكم الإمبراطورية العثمانية، أيام السلطان عبد الحميد، ومحاولاته إثبات وجود هذه الإمبراطورية التي تتمدد على ثلاث قارات، ومن خلال مظاهر (إحتفالية) يتناولها الروائي في نصه.
وأما المناسبة فهي ...مشاركة الدولة العلية في معرض يقام في شيكاغو، في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، مشاركة يريدها السلطان العثماني جديرة بــ "عظمة" الإمبراطورية وإنجازاتها لذلك يكلّف كاتبه "ثريا باشا" بالتحضير لهذه المشاركة "اقبلوا الدعوة، وانتظروا أوامري لتشكيل لجان التنفيذ!"، بعد ذلك يبدأ وضع الخطط واللجان التنفيذية الإستعانة بكفاءات وشخصيات من تركيا وسورية وبيروت وفلسطين، ولكن ماذا عن داروين وعصافيره في عتبة العنوان الرئيسية؟...
تنفتح أحداث الرواية على البروفيسور الأميركي فريدريك واردبوتنام وهو يتأمل بدهشة ممزوجة بالإعجاب؛ المناقير المتباينة للعصافير الخمسة التي أرسلها إليه صديقه البروفيسور جورج باور من أرخبيل غالاباغوس المقابل السواحل الإكوادور، هذا العالِم مهووس بتطور النوع البشري، وبالطيور وشديد التأثُر بنظرية داروين في النشوء والإرتقاء.
يؤلف كتاب عن الأعراق والأنواع والسلالات، وينتهي به المطاف ليقرر الكتابة عن "شعب الرب" وعن موسى في مطلع كتابه (المصوُّر)، وبخصوص عصافيره، الخمسة، فهي لم يبقّ منها سوى واحد، هو ذو المنقار الأقوى الذي تمكّن من التكيف مع كل أنواع الأطعمة، فيما نفقت تلك التي لم تستطع التكيف.
في هذا الفضاء تجري أحداث الرواية وتستمر لتفكك من خلال تلك الإحتفالية ملامح السلطة الحاكمة في تركيا ورموزها ورجالاتها من جهة، والملامح العامة الأساسية للمجتمع الأميركي في تلك الفترة من جهة أخرى، ولأن خطاب السلطان يُجسد ذهنية الإنتصارات وأوهامها، فقد بدا فريق عمل المعرض، في صراعاته وخلافاته، صورة عن الفوضى التي كانت تعيشها السلطنة، وأنها لم تعد قادرة على العيش والإستمرار و"البقاء" في ظل صعود قوى جديدة في العالم.
عالم يؤكد أن "البقاء الأقوى" وهذه أميركا اليوم تصنع قوتها بإستقطاب جمع دول العالم إلى معرضها، وكأن التاريخ يعيد إنتاج نفسه، ولكن بأدوات وشخصيات جديدة. إقرأ المزيد