حاشية الشهيد الثاني على خلاصة الأقوال
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: مؤسسة البلاغ
نبذة نيل وفرات:مصنف كتاب "خلاصة الأقوال" هو الشيخ الحسن بن يوسف بن علي بن مُظهَّر، الحليّ مولداً ومسكناً، وهو أبو منصور، كما هو المعروف المشهور، وقد ذكر أن هذه الكنية كنّاه بها والده.
تلمذ العلامة الحليّ على جملة وافرة وطبقات عديدة، من علماء الإسلام، من الفريقيين الشيعة والسنّة من أهل العلم والفضل، ...فأخذ منهم وروى عنهم.
تمتع العلامة الحليّ بشخصية علمية، وموقع إجتماعي لائق، وكلما نجد شخصية ذكرت في تاريخ تراجم المسلمين مثلما ذكر هذا الرجل العظيم، حتى قيل: إنه لم يتفق في الدنيا مثله لا في المتقدمين ولا في المتأخرين، ولقد حصل هذا الرجل على موقعية سياسية مميزة، من جرّاء مناظراته المعروفة في مجلس السلطان "حذا نبده".
كان ذكائر العلامة الحليّ وإستعداده ولياقته سمة بارزة في سماء العلم والمعرفة، ودنيا عظماء العلماء، فقد دلت جميع تأليفاته على كونه جامعاً لجميع الفنون، ومتبحراً في كل العلوم، وكل ألقابه التي جاءت على لسان معاصريه، أو بعض تلامذته، أو بعد عصره في كتب الرجال والتراجم شاهد صدفٍ على علوّ مكانته العلمية والإجتماعية، ومنزلته في نفوس أهل العلم والمعرفة، فقد يرع في المعقول والمنقول، وفاق في علم أصول الفقه، وألف فيها المؤلفات المتنوعة، وبرع في الحكمة العقلية، وألف في الردّ على الخصوم، وألف في علم أصول الدين، وفن المناظرة والجدل، وعلم الكلام، وألف في الردّ على الخصوم، ومهر في علم المنطق وفي علم التفسير، وإن كثرة وتنوع آثاره ومؤلفاته دليل على ذلك.
من بين مؤلفاته كتابه هذا "خلاصة الأقوال"، حيث لا يخفى على أحد أن علم الرجال من العلوم التي اهتم بها علماء المسلمين الأقدمون والفقهاء السابقون، وما يزال مورد إهتمام الباحثين إلى يومنا هذا؛ لأن معرفة الرواة ومراتبهم أساس معرفة الأحكام الشرعية، وعليه تبتني القواعد السمعية، يجب على كل مجتهد معرفته وعلمه، ولا يسوغ له تركه وجهله، فهذا مما دعا المصنف - العلامة الحلي - إلى تصنيف هذا المختصر - على حدّ تعبيره - في بيان حال رواة من يعتمد عليه، ومن تترك روايته، فجاء هذا الكتاب بمثابة أحد المصادر الرجالية المهمة والمعروفة، المستند إليها والمعتمد عليها، وقد رجع إليه كل من تأخر عنه، تحت عنوان "خلاصة الأقوال في معرفة الرجال"، حتى أصبح محطّ انظار الأعلام، ومحلّ بحثهم وعنايتهم وإهتمامهم.
ومن هؤلاء الأعلام الذين اهتموا واعتنوا به وعلقوا عليه هو الفقيه المحقق الشهيد الثاني، حيث سار الشهيد مع العلامة معلقاً على سفره الجليل - الخلاصة - في أغلب مواطنها التي تستحق التعليق والحاشية.
لذا جاءت الحاشية بمثابة مصدر مهم يشار إليه بالبنان في محافل العلماء وصاحب هذه الحاشية هو العالم الجليل والفقيه الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الشامي المعروف بالشهيد الثاني.
وقد ذكرت له كرامات من جملتها إخباره بشهادته، وقد خلف مؤلفات كثيرة قيمة في موضوعات مختلفة تكشف عن علّوّ رتبته وتبحره في علوم مختلفة من الأدب والفقه والحديث والمعقول، وعلوم القرآن الكريم وتفاسيره وغيرها، ونظراً لأهمية هذه الحاشية، فقد تم الإعتناء بها ضبطاً وتحقيقاً. إقرأ المزيد