شرح المقدمة الجزرية ؛ يجمع بين التراث الصوتي العربي القديم والدرس الصوتي الحديث
(0)    
المرتبة: 18,590
تاريخ النشر: 01/12/2023
الناشر: دار الغوثاني للدراسات القرآنية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن لعلم التجويد مكانة سامية بين علوم القرآن الكريم لأنه يُعنى بقواعد النطق الصحيح لألفاظ القرآن الكريم، التي استنبطها علماء العربية والقراءة من نطق الفصحاء وتلاوة القرّاء، بعد أن صارت المعارف علوماً، وكان علماء اللغة العربية أسبق إلى تدوين تلك القواعد من علماء القراءة؛ لأن القرّاء كانوا يعتمدون على ...التلقي الشفهي على يد المهرة من معلمي القرآن الكريم من لدن عصر الصحابة حتى ظهور المؤلفات الخاصة بعلم التجويد.
وقد شُهِدَ القرن الرابع ظهور أول مؤلف في حسن أداء القرآن الكريم، وهو قصيدة أبي مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى الخاقاني (ت 325هـ) التي أعدّها ابن الجزري أوّل مصنف في علم التجويد، وفي القرن الخامس ظهرت أشهر المؤلفات التي رسّخت تميّز هذا العلم بموضوعاته وعنوانه، مثل (الرعاية) لمكي بن أبي طالب القيسي (ت 437)، و(التحديد) لأبي عمرو الداني (ت 444هـ)، و(الموضح) لعبد الوهاب القرطبي (ت 462هـ)، و(التجويد) لأبي علي الحسن بن أحمد ابن البناء البغدادي (ت 471).
وتتابع التأليف في علم التجويد نظماً ونثراً، موجزاً ومبسوطاً، وكان من أنفع، وأحسن، وأعظم ما أُلّف في هذا العلم وصُنّف فيه منظومةُ شيخ القرّاء الحافظ شمس الدين أبي الخير محمد بن الجزري (ت 933هـ)، المسماة بالمقدمة في ما على قارئ القرآن الكريم أن يعلمه.
ونظراً لأهمية هذه المقدمة اعتنى بحفظها طلبة التجويد، وشرحها شيوخ أهل الأداء، وصارت مقرراً دراسياً لمتعلمين التلاوة، وهي لا تزال إلى الآن مُدَرّس في معاهد الإقراء، وحلقات تعليم القرآن الكريم، فكثرت شروحها حتى بلغت العشرات.
ويأتي هذا الشرح في هذا السياق، إلا أنه يعدّ شرحاً جديداً يحقق التواصل بالمصادر الأولى لعلم التجويد، ويستفيد من حقائق علم الصوت الحديث، ويوضع في إطار تعليمي ميسّر، إلى جانب عناية الشارح بشرح المنظومة وحلّ ألفاظها وبيان القواعد التي تضمنتها، وترتيبه لشرحه هذا ترتيب الكتب المؤلفة في يومنا هذا، وجعلها ضمن فصول وأبواب، محافظاً على ترتيب أبيات المقدمة في إطار هذا الترتيب، بحيث تضمن الكتاب أربعة أبواب: الأول منها تم تخصيصه لمقدمات علم التجويد، أما الباب الثاني فقد تناول إنتاج الصوت اللغوي وأسس تصنيفه.
ودار الباب الثالث حول موضوع تجديد الحروف وأحكامها الصوتية، بينما تناول الباب الرابع موضوع مكملات علم التجويد التي ألحقها ابن الجزري بموضوعات التجويد، هذا فقد راعى المؤلف في منهجيته في التأليف إلى المبادئ الآتية: 1-المحافظة على ترتيب أبيات المنظومة كما هي، وترتيب موضوعات الكتاب بحسب ذلك، مع وضع عناوين فرعية بناء على ما يقتضيه السياق، 2-بيان معاني الألفاظ الغريبة، وإعراب ما يشكل من عبارات المنظومة، والضرورات الشعرية، وإختلاف روايات ألفاظ المقدمة، 3-بيان ما يتضمنه البيت من موضوعات وأحكام، والعناية ببيان العلل الصوتية مما اتفق عليه علماء التجويد والأصوات، وعدم الخوض في المسائل الخلافية، إلا ما أشار إليه المؤلف في المنظومة أو كان له أثر عملي في الأداء، وإيراد الأمثلة من آيات القرآن الكريم لجميع الأحكام، مع تثبيت اسم السورة ورقم الآية بعد كل مثال بين قوسين، 4-إعتماد ما يتوافق مع رواية حفص عن عاصم في بيان مسائل التجديد التي اختلف فيها القرّاء، مع الإشارة إلى مذهب غيره عندما يكون ذلك ضرورياً، 5-المحافظة على المصطلحات التي استعملها علماء التجويد، مع الإشارة إلى المصطلحات التي استعملها علماء الأصوات المحدثون بدلاً عنها، إذ كان في ذلك فائدة، 6-الإستعانة بالرسوم التوضيحية لآلة النطق، لبيان مخارج الحروف والصفات، والظواهر الصوتية الأخرى، 7-الإلحاق ببعض الإلحاقات في آخر الشرح تتضمن موضوعات صوتية حديثة لم يأت على ذكرها في المقدمة، ليتسنى للقارئ هذا الشرح الإطلاع عليها، وهي تتناول دراسة: عيوب النطق، والمقطع، والنبر، والتنغيم، 8-الترجمة للأعلام الذين ورد ذكرهم في الهامش عند أول موضح يُذكر فيه العَلَمُ، ترجمة موجزة، مع ذكر أهم مصادر الترجمة، دون إغفال.
وفي نهاية الكتاب، عن ذكر مجموعة المصادر الواسع التي اعتمدها الشارح فما له صلة بموضوعات المقدمة الجزرية في نهاية الكتاب.نبذة الناشر:جمعَ المؤلِّفُ في هذا الكتابِ ما قالَه شُرّاحُ المقدمةِ الجَزريةِ وغيرُهم من علماءِ التجويدِ المتقدِّمينَ، بالإضافةِ إلى أهمِّ ما حقَّقَه الدرسُ الصوتيُّ الحديثُ، وهو شرحٌ يناسبُ المتقدِّمينَ في دراسةِ علمِ التجويدِ، إذ يتناولُ تفصيلَ مسائلِ التجويدِ، وشرْحَ المقدمةِ الجزريةِ، ودراستَها وحلَّ عباراتِها، وفهمَ معانيها، فجمعَ بينَ التراثِ الصوتيِّ العربيِّ القديمِ والدرسِ الصوتيِّ الحديثِ، كما رتَّبَ شرْحَ المقدمةِ ترتيبَ الكتبِ المؤلَّفةِ في زمانِنا، فجعلَه فصولاً وأبواباً، وكذلك حافظَ على ترتيبِ الأبياتِ، ودقَّةِ المعلوماتِ، فصار شرحاً جديداً يحقِّقُ التواصلَ بالمصادرِ الأُولى لعلمِ التجويدِ، ويستفيدُ من حقائقِ علمِ الصوتِ الحديثِ، ضِمنَ إطارٍ تعليميٍّ مُيسَّرٍ. إقرأ المزيد