تاريخ النشر: 19/05/2017
الناشر: دار السنهوري القانونية والعلوم السياسية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعرّف علماء الإجتماع علم الإجتماع السياسي على أنه ذلك النوع من علم الإجتماع الذي يهتم بالأسلوب والنتائج الإجتماعية لتوزيع القوة على نحو معين في نظام الجماعات أو فيما بينهما؛ فضلاً عن إهتمامه بالصراعات الإجتماعية والسياسية التي تؤدي إلى تغيير في نوع القوة.
أما علماء السياسة، فيعرفون علم الإجتماع السياسي على ...أنه ذلك الفرع من علم السياسة الذي يتناول بالدراسة والتحليل العلاقات المترابطة والمتبادلة بين السلطة السياسية وبين المجتمع، وبالذات دراسة علمية التأثير والتأثير المتبادل بين هذين القطبين "السلطة والمجتمع" دراسة تحليلية للوقائع والظواهر الإجتماعية الناتجة عن هذه العلاقة سلباً وإيجاباً، كمّاً ونوعاً.
ويعرف علماء الإجتماع السياسي بأنه "يهتم بدراسة توزيع القوة في نطاق الجماعات، أو فيما بينها من حيث أسبابه ونتائجه، كما يهتم بدراسة الصراعات الإجتماعية والسياسية التي تؤدي إلى التغير في توزيع القوى"، أو هو "العلم الذي يهتم بدراسة القوة في سياقها الإجتماعي، ويقصد بالقوة قدرة فرد أو جماعة إجتماعية على أن يأتي بأفعال ضد مصالح الآخرين، إذا لزم الأمر، أو حتى ضدّ معارضة الجماعات الأخرى والأفراد الآخرين".
وأنه "يهتم بدراسة الأسس الإجتماعية للقوة في كل المجالات النظامية (المؤسسية) في المجتمع".
وإلى ذلك؛ فإن علم الإجتماع السياسي يهتم بالأسباب الإجتماعية للتعددية الأيديولوجية والسياسية، وآثار التغير الإجتماعي على النظم السياسية، والبحث في مشروعية الأنظمة السياسية، ودور الرموز - دينية أو تاريخية أو ثورية - في حياة المجتمعات وتشكل نظمها السياسية، والأسباب الإجتماعية للثورات والقلاقل والإنقلابات، والأسباب الإجتماعية للتطرف الديني...
لنخلص إلى القول بأن الإجتماع السياسي هو فرع من علم الإجتماع العام، ينظر إلى ظواهر السياسة وقضاياها في إطارها الإجتماعي، فالظواهر السياسية هي وليدة عوامل إجتماعية وإقتصادية وثقافية في إطار بيئة إجتماعية معينة.
بالتالي، فهو أقرب لأن يكون مجالاً لتقاطع علم الإجتماع العام من جهة، وعلم السياسة من جهة أخرى، وما يمكن إعتباره، مجازاً، الجسر الذي يربط بين العلمين، فإذا كان علم الإجتماع يدرس الظواهر الإجتماعية بشكل عام، وإذا كان علم السياسة يدرس الظواهر السياسية بشكل عام؛ فإن علم الإجتماع السياسي يدرس مجالات التقاطع بين العلمين؛ بمعنى آخر، فإن علم الإجتماع السياسي يتابع البعد السياسي في الظواهر الإجتماعية، والبعد الإجتماعي في الظواهر السياسية.
وعليه، فإن علم الإجتماع السياسي يبحث موضوعات السياسية، والنظم السياسية وطبيعة المؤسسات السياسية، والثقافة السياسية، والتنشئة الإجتماعية - السياسية، والقيادة السياسية، والأحزاب السياسية، وجماعات الضغط، والرأي العام، والمشاركة السياسية، والنخبة السياسية، والعنف السياسي، وغيرها من القضايا والمواضيع المرتبطة بالسياسة والإجتماع.
من هذا المنطلق، تأتي هذه الدراسة التي تميزت بعرضها لأغلب جوانب علم الإجتماع السياسي، وعالجت مختلف المسائل الإجتماعية - السياسية، وذلك بأسلوب اتسم بالموضوعية، والحرص على تبني مناهج علمية، كما ونقل ما يدور ويطرح من وجهات النظر في ما يخص القضايا المتعلقة بالإجتماع السياسي على الصعيدين: الإجتماعي والسياسي.
وهذه لمحة حول أهم المحاور والمواضيع التي عالجتها هذه الدراسة: موضوع علم الإجتماع السياسي ومنهجياته المعتمدة ومراحل تطور المجتمع السياسي، ثم تم البحث في مفهوم السلطة السياسية وبيان ضرورتها وخصائصها وأنواعها وتأثير العوامل الجغرافية والتقنية والإقتصادية عليها (أي السلطة السياسية) ليتم الإنتقال إلى الحديث حول مفهوم النظام السياسي وأهميته وخصائصه، وأنواع النظم السياسية ومميزاتها، ثم شرعية السلطة السياسية ومشروعيتها ومفهوم المؤسسات السياسية ودوافع نشأتها وشخصنة السلطة، ومن ثم تم البحث في مفهوم الثقافة السياسية أنواعها وشروطها وليتم من ثم تسليط الضوء على التنشئة الإجتماعية - السياسية من حيث مفهومها وأهميتها وأهدافها وهيئاتها، ثم بيان أنواع القيادة السياسية من حيث عناصرها ومؤهلاتها وعوامل نجاحها، ثم الحديث حول الأحزاب السياسية ووظائفها وتصنيفها ومزاياها، وليبرز موضوع يتعلق بجماعات الضغط ووسائل تأثيرها، ثم الرأي العام وأنواعه وعلاقته بالأعلام.
وليتم طرح مسألة المشاركة السياسية على بساط البحث وبيان علاقتها بالإستقرار السياسي، ثم التطرق إلى موضوع الدولة ومتعلقاتها والمواطنة، ومبدأ الفصل بين السلطات، ثم ليتم مناقشة مبدأ الفصل بين السلطات، وبيان خصائص ومفهوم النخبة السياسة وأنواعها، ثم البحث في المفاهيم: لديموقراطية، والإيديولوجية والبيروقراطية، وأخيراً البحث في مفهوم العنف السياسي من حيث أسبابه، أهدافه وسبل مكافحته. إقرأ المزيد