النقد العربي القديم إعادة اكتشاف ؛ كتاب ( الأغاني ) نموذجاً
(0)    
المرتبة: 65,860
تاريخ النشر: 24/08/2016
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:يُعنى هذا الكتاب بتقديم مادّةٍ نقديّةٍ هي أقربُ إلى (الإكتشاف) الجديد للمراحل الّتي مرّ بها النقد العربيّ القديم منذ بواكيره الأولى في العصر الجاهليّ، مروراً بالعصور: الإسلاميّ، فالأمويّ، فالعبّاسيّ، يحسبان أنّ هذه المادّة النقديّة (الجديدة) لم تنَلْ من عناية دارسي النقد العربيّ القديم - وما أكثرهم - إهتماماً يُذكَر، لأسباب ...كثيرة، منها صعوبة العثور على هذه المادّة، من حيث تفرّقها في بطون المصادر ذات المشارب المعرفيّة المتنوّعة، وغياب الإعتقاد في أنَّ هذه المصادر من الممكن أن تحفظ بين دفّتيها مادّة نقديّةً ثمينةً ترفد كتب النقد العربيّ المتخصّصة، مع الحضور الشائع الذي لم يَقُم على إستقراءٍ كافٍ من أنّ العرب لم يكن لهم (نقدٌ أدبيٌّ) يُذكَر قبل إتصالهم المنفتح على ثقافات الأمم الأخرى، وخصوصاً الثقافة اليونانيّة، وقد تناسل عن هذه الأسباب كثيرٌ من الغبش، وإضطرابٌ في الرؤيا، وإهتزاز في النتائج.
وقد تحمَلِ هذا الكتاب تجاوز تلك الأسباب، من خلال نَخْلِه كتابَ (الأغاني) لأبي الفرج الأصبهانيّ، الذي يُعدّ - بحقَّ - موسوعةً معرفيّةً كبيرةً حفظت، من ضمن ما حفظت، التراثَ النقديّ العربيَّ الذي سبقها وعاصرها فيما بعد، وكانت هذه العمليّة محاطةً بالمشقّة، محفوفةً بالعقبات، لإتساع الكتاب، وتفرّق المتن النقديّ فيه، غير انّ النتائج كانت باهرةً أضاءت جوانب من النقد العربيّ القديم لم تمسسها يد الدراسات السابقة، ورفدت الفكر النقديّ العربيّ بمادّةٍ ثريّةٍ خصبةٍ، وأثبتت أن الجهد النقديّ رافق العرب منذ البدايات، في العصر الجاهليّ، وأخذ طريقه إلى النموّ والنضج، متأثراً بما أصاب الحياة العربيّة عامّةً من تحوّلات مفصليّة كانت (الثقافة) واحدة من وجوها المتنوّعة.
ولم يُلْقَ ذلك (المتن) النقديّ، هكذا، بلا نظام أو ترتيب، بل انتظم تحت عشر قضايا، هي القضايا الكبرى التي عالجها النقد العربيّ القديم في مراحلة المتتابعة، وسبقت كلَّ قضيّة من القضايا مقدّمةٌ تفصح عن مفاصل القضيّة ومحاور نصوصها الرئيسة، مع تصدير عامٌ (في موجبات الإفادة من التراث النقديّ العربيّ)، يليه (إستهلال)، فمقدّمةٌ هي الأولى، فصّلت الحديث عن مكانة كتاب (الأغاني) بين كتب الادب والتراجم؛ مع الإعتناء بإبراز الجانب النقدي، وظهور شخصيّة أبي الفرج النقديّة من خلال ما بثّه فيه من آراء ونظرات.
وعمل الباحث على تزويد النصوص بهوامش متنوّعة توضّحها وتنير السبيل إلى تفاصيلها، مركّزاً على ما حوته من إشاراتٍ نقديّة، وإهتمام خاصٍّ بإشكاليّة (المصطلح النقديّ)، من حيث رصد توظيفه الأوّل، وتتبّع جذوره، وإستمرار نضجه، ليقرّ في كتب النقد المتخصّصة فيما بعد.
ويأمل هذا الكتاب، بمتنه النقديّ القديم، ومقدّماته، وهوامشه، أن يكون فاتحةً لتغيير ما استقرّ عن صورة النقد العربيّ القديم، من خلال ما يبسطه من متنٍ نقديٍّ (جديد)، والتنبيه على المكامن النقديّة فيه. إقرأ المزيد