تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ما بين أعالي العراق وبلاد الشام تقع صفين، لكن البلدة التي خلدها التاريخ، دخلت هي تاريخاً ظاهراً في حياة الأمة العربية والخلافة الإسلامية، وألوان المذاهب الدينية والسياسة التي ولدّتها حرب صفين، ونشرت أطيافها في ربوع الدولة الإسلامية تلك الحرب التي استنفدت من تاريخ الدم الهراق مائة يوم وعشرة أيام، ...بلغت فيها الوقائع تسعين وقعة فيما يذكر المؤرخون. كانت حرباً ضروساً أوشكت أن تفني المسلمين وتذهب بمجدهم وتمحو آثارهم، فما كاد المسلمون ينزلون عن خيلهم بعد وقعة الجمل سنة 36 من الهجرة، حتى اعتلوها مرة أخرى في حرب صفين، لخمسٍ مضين من شوال من تلك السنة. ولولا أن تداركتهم عناية الله بصلح حقن من دماء الفريقين، وحفظ عليهم بقية من أبطالهم وأنجادهم لتغير وجه التاريخ الإسلامي. وقد عنى علماء التاريخ بتسجيل هذه الوقعة. ومن أقدم من ألّف في ذلك أبو مخنف لوط بن يحي بن سعيد بن محنف بن سليم الأزدي المتوفي قبل سنة 170 ثم أبو الفصل من طبقة أبي مخنف. وقد عاصر ابن مزاحم مؤرخ آخر ألّف في وقعة صفين؛ وهو عبد الله محمد بن عمر الوافدي المولود سنة 130هـ والمتوفى سنة 207 هـ. ومن أقدم من كتب في تاريخ صفين أبو جعفر بن جرير الطري المتوفى سنة 310 هـ، وهو لم يفرد لها تأليفاً خاصاً، وإنما ذكر الوقعة في أثناء تاريخه لحوادث سنة 33 هـ. وأقدم نص معروف في هذه الوقعة (كتاب صفين) لنصر ابن مزاحم، الذي يعد في طبقة شيوخ الطبري، إذ أن الطبري يروي عن أبي مخنف الذي يعد نصر بن مزاحم في طبقته كما سلف القول. وابن مزاحم هو أبو الفضل نصر بن مزاحم بن سيّار المنقري، مؤرخ عربي، شيعي،ثقة ثبت صحيح النقل غير منسوب إلى هوى، وهو من رجال أصحاب الحديث. والناظر في كتابه هذا يلمس هدوء المؤرخ الذي لا تستفزّه العصبية إلى هواه، إلا في القليل لا يستطيع منه إفلاتاً، فهو حين يذكر مثالب معاوية، لا يخفي مطاعن الأعداء في علي. والكتاب هام في موضوعه، وزاد من أهميته عملية التحقيق التي أكسبته حلة منهجية في التأليف معاصرة. تسهل على الباحث والطالب عمله في هذا المجال. إقرأ المزيد