لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص


الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص
السعر غير متوفر
بإمكانك إضافة الكتاب إلى الطلبية وسيتم إعلامك بالسعر فور توفره
الكمية:
الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص
تاريخ النشر: 30/05/2016
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"خمسة خراف، ستة خراف، سبعة، ثمانية... إنه الفجر، أرق الفجر اليومي، تسعة خراف، عشرة، أحد عشر... النوم حظيرة، اللانوم سهول مترامية، الأرق أن تُفْتضح أبواب الحظيرة وتمتلئ والسهول بالقطعان، وأفشل في عدّ الخراف، فتعود السهول خاوية، فأدخل طاحونة اليقظة، فتح المؤذن كما في كل فجر أبواب الحظيرة، امتلأت السهول ...بالقطعان، ألقى حمولة صوته الأجش في غرفتي، كما لو أنه قنّاص محترف رابض خلف مكبر صوت موجة تماماً نحو غرفتي الصغيرة؛ الإصابة محققة هذا الفجر، الأمل ضئيل جداً في معاودة النوم، ومع ذلك ما زلت أحاول، وتوقي على أشدّه للقيا مناماني التي لا تقع لي إلا بعد كل أذان فجر، وقت الساعة، اتبعت بنغم الكناري من دون كناري يلفظه كيانها.
حين وجده مرمياً، لم يعد إلى مكمنه، بل ألقى به في القمامة، فبكيت أمامه، وواصلت البكار في المطبخ حتى رفع ذقني برؤوس أصابعه، وقال: "لقد طار بعيداً عن الوقت، ملّ ترديده الساعات، ففضل أن يلتحق بالحوت، حيث لا ساعات ولا وقت، ثم أخرجه من القمامة ومضى به إلى أصيص في الشرفة ودفنه فيه، وسألني أن أمسح دموعي وأقرأ عليه الفاتحة "عسى أن تكون أوقاتك مباركة"، لم تكن أوقاتي مباركة بعد أن هجرني الكناري.
مات أبي بعد أحد عشر يوماً من دفنه، وصارت ذكرى والدي ماثلة وهو غائب في القبر مثل صوت الكناري الذي ظلّ ماثلاً في بيته، بيت الوقت، وهو في الأصيص، ولم يكن أبي إلا رهين الوقت، يخافه، يخاف كل ما مرّ عليه من سنين وهو يحصّن وحدته، ويكثر من التدخين والشاي والصمت، لا شيء في عمله في شركة المياه والكهرباء سوى تسجيل عدادات الإستهلاك، وكم أهرق كل بيت من ماء وكم استهلك من كهرباء.
والعدادات مثلها مثل الساعات، وكناري الساعة لا تأبه به أمي، وقد أودعت نفسها في الأقناص كنارياً من لحم ودم لا يعرف الطيران، فراحت تمضي في قفص إلى آخر، من بيت إلى آخر، وهي تعمل خادمة تنظف البيوت وتهرق المياه، وزوجها قارئ العدادات عاجز عن قراءة ما أهرقته، وبالتأكيد ما ذرفته من دموع، إلى ان جفّت مآقيها، وتوقفت عن إهراق المياه، وأودعها رجل آخر قفصاً ذهبياً.
لم تمض سنة على إستقرارها فيه حتى بدأ ذاك الرجل ينتف ريشها، فقد كان هو بلا ريب الصياد الماكر الذي أردى كناري الساعة، دخلت طاحونة اليقظة، صرت دقيق ذكريات، منثوراً في مطلع هذا اليوم، يدها وحدها من تلمّني، من تجمع تناثري، وتجعل مني قواماً، كائناً لأكون متى أرادت، والساعات والعدادات تتوقف، وتَتَخلَّع قضبان الأنفاس، من أجلها وحدها أنهض وأقول "صباح الخير" وقد كان هذا الخير قبلها، يقود إلى معنى واحد لا ثاني له، بالثمني أن يمضي اليوم برتابته وثقله، وألا تصيبه مفاجآت لن تكون أبداً سعيدة كعهدي بكل المفاجآت، وألا تصبه خفة فيلفت مني ويسبقني ولا أقوى على اللحاق به، لكن كل ذلك اختفى عندما عرفت ليلى، كما لو أن الله تعالى استجاب أخيراً الأمنية والدي فأصبحت أوقاتي مباركة.... لكن إلى حين!... مباركة أنت في النساء يا ليلى، مبارك بك، وحصار اللعنات يحيط بنا من كل حدب وصوب...".
هي وقائع عجيبة تطال كل قصة في هذه المجموعة القصصية، تطالعك العناوين فتغدو أكثر شغفاً لتلمس وقائع تلك القصص، إبتداء من صاحب الإسم المنقوص، إلى الحوادث اليومية للطبيب الاخير، إلى راشق البيض بديع الصفّار... هي حكايا مستقاة عن واقع الحياة... يعبر عنها القاصّ بلغة السهل الممتنع... أسلوب يتجاوز التقليدي من الأساليب... ولغة تقفز فوق التراكيب اللغوية... مستسيغة المجاز... والتصوير والتشبيه... ليبقى صاحب الإسم المنقوص تلك الشخصية التي ربما هي شخصية كانت لامست له صور وخيالات... ربما صبيانية... طفولية، كانت هاجعة تحركت ذات لحظة لتعبر عن مكنونات إنسانية بلغة تلقائية لا تقبل التنميق ولا التشذيب.

إقرأ المزيد
الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص
الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص

تاريخ النشر: 30/05/2016
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"خمسة خراف، ستة خراف، سبعة، ثمانية... إنه الفجر، أرق الفجر اليومي، تسعة خراف، عشرة، أحد عشر... النوم حظيرة، اللانوم سهول مترامية، الأرق أن تُفْتضح أبواب الحظيرة وتمتلئ والسهول بالقطعان، وأفشل في عدّ الخراف، فتعود السهول خاوية، فأدخل طاحونة اليقظة، فتح المؤذن كما في كل فجر أبواب الحظيرة، امتلأت السهول ...بالقطعان، ألقى حمولة صوته الأجش في غرفتي، كما لو أنه قنّاص محترف رابض خلف مكبر صوت موجة تماماً نحو غرفتي الصغيرة؛ الإصابة محققة هذا الفجر، الأمل ضئيل جداً في معاودة النوم، ومع ذلك ما زلت أحاول، وتوقي على أشدّه للقيا مناماني التي لا تقع لي إلا بعد كل أذان فجر، وقت الساعة، اتبعت بنغم الكناري من دون كناري يلفظه كيانها.
حين وجده مرمياً، لم يعد إلى مكمنه، بل ألقى به في القمامة، فبكيت أمامه، وواصلت البكار في المطبخ حتى رفع ذقني برؤوس أصابعه، وقال: "لقد طار بعيداً عن الوقت، ملّ ترديده الساعات، ففضل أن يلتحق بالحوت، حيث لا ساعات ولا وقت، ثم أخرجه من القمامة ومضى به إلى أصيص في الشرفة ودفنه فيه، وسألني أن أمسح دموعي وأقرأ عليه الفاتحة "عسى أن تكون أوقاتك مباركة"، لم تكن أوقاتي مباركة بعد أن هجرني الكناري.
مات أبي بعد أحد عشر يوماً من دفنه، وصارت ذكرى والدي ماثلة وهو غائب في القبر مثل صوت الكناري الذي ظلّ ماثلاً في بيته، بيت الوقت، وهو في الأصيص، ولم يكن أبي إلا رهين الوقت، يخافه، يخاف كل ما مرّ عليه من سنين وهو يحصّن وحدته، ويكثر من التدخين والشاي والصمت، لا شيء في عمله في شركة المياه والكهرباء سوى تسجيل عدادات الإستهلاك، وكم أهرق كل بيت من ماء وكم استهلك من كهرباء.
والعدادات مثلها مثل الساعات، وكناري الساعة لا تأبه به أمي، وقد أودعت نفسها في الأقناص كنارياً من لحم ودم لا يعرف الطيران، فراحت تمضي في قفص إلى آخر، من بيت إلى آخر، وهي تعمل خادمة تنظف البيوت وتهرق المياه، وزوجها قارئ العدادات عاجز عن قراءة ما أهرقته، وبالتأكيد ما ذرفته من دموع، إلى ان جفّت مآقيها، وتوقفت عن إهراق المياه، وأودعها رجل آخر قفصاً ذهبياً.
لم تمض سنة على إستقرارها فيه حتى بدأ ذاك الرجل ينتف ريشها، فقد كان هو بلا ريب الصياد الماكر الذي أردى كناري الساعة، دخلت طاحونة اليقظة، صرت دقيق ذكريات، منثوراً في مطلع هذا اليوم، يدها وحدها من تلمّني، من تجمع تناثري، وتجعل مني قواماً، كائناً لأكون متى أرادت، والساعات والعدادات تتوقف، وتَتَخلَّع قضبان الأنفاس، من أجلها وحدها أنهض وأقول "صباح الخير" وقد كان هذا الخير قبلها، يقود إلى معنى واحد لا ثاني له، بالثمني أن يمضي اليوم برتابته وثقله، وألا تصيبه مفاجآت لن تكون أبداً سعيدة كعهدي بكل المفاجآت، وألا تصبه خفة فيلفت مني ويسبقني ولا أقوى على اللحاق به، لكن كل ذلك اختفى عندما عرفت ليلى، كما لو أن الله تعالى استجاب أخيراً الأمنية والدي فأصبحت أوقاتي مباركة.... لكن إلى حين!... مباركة أنت في النساء يا ليلى، مبارك بك، وحصار اللعنات يحيط بنا من كل حدب وصوب...".
هي وقائع عجيبة تطال كل قصة في هذه المجموعة القصصية، تطالعك العناوين فتغدو أكثر شغفاً لتلمس وقائع تلك القصص، إبتداء من صاحب الإسم المنقوص، إلى الحوادث اليومية للطبيب الاخير، إلى راشق البيض بديع الصفّار... هي حكايا مستقاة عن واقع الحياة... يعبر عنها القاصّ بلغة السهل الممتنع... أسلوب يتجاوز التقليدي من الأساليب... ولغة تقفز فوق التراكيب اللغوية... مستسيغة المجاز... والتصوير والتشبيه... ليبقى صاحب الإسم المنقوص تلك الشخصية التي ربما هي شخصية كانت لامست له صور وخيالات... ربما صبيانية... طفولية، كانت هاجعة تحركت ذات لحظة لتعبر عن مكنونات إنسانية بلغة تلقائية لا تقبل التنميق ولا التشذيب.

إقرأ المزيد
السعر غير متوفر
بإمكانك إضافة الكتاب إلى الطلبية وسيتم إعلامك بالسعر فور توفره
الكمية:
الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 24×17
مجلدات: 1
ردمك: 9782843090653

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين