تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: منشورات المتوسط
نبذة المؤلف:أفتح عينَيَّ على صوت المذيعة الدافئ يقول: «صباح الوطن الجميل».
ومن ثمَّ تتوالى أغاني فيروز. بين كلِّ أُغنيَّة أو أُغنيَّتَيْن تُلقي تحية الصباح على مدينة أو بلدة:
«صباح الخير، ميادين».
«قال الصدى ما في حدا، والـ كانوا يجوا بدلوا ..»
«صباح الخير، دوما».
«شو بيبقى من الرواية؟ شو بيبقى من الشجر؟ شو بيبقى من الشوارع؟ ...شو بيبقى من السهر؟ ..»
«صباح الخير، جسر الشغور».
«قعدت الحلوة تغزل بمغزالها، تراجع حساب العتيق ببالها ..».
«صباح الخير، حلب».
«نسَّم علينا الهوا من مفرق الوادي، يا هوا، دخل الهوا، خدني على بلادي ..».
وكلَّما ذكرت اسم مدينة أو بلدة أو ضاحية، أتبعها وأنا أحتسي قهوتي بـ: مُدمَّرة .. شبه مُدمَّرة. مُدمَّرة. لم تُدمَّر بعد. وتتراءى لي خريطة الوطن أشبه بوردة هائلة كثيرة البتلات، وكلَّما ورد اسم بقعة منه مُدمَّرة، نزعتُ واحدة، ولأحصلَ صبيحة كلِّ يوم على وردة شبه عارية، وقد نزعتُ ثلاثة أرباع بتلاتها. إقرأ المزيد