تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:بين جرأة الخطاب وفنية الحكاية يكشف الإريتري حجي جابر في روايته "لعبة المِغزل" عن الصراع الخفي والمعلن بين السلطة والشعب، ويعكس تأثير اللحظة التاريخية في الأفراد، بإعتبارهم ضحايا؛ لنظام وسلطة متمثلة بزعيم أوحد يرهن الوطن لمصلحته ومن ثم إبرازه من خلال الإعلام السياسي على أنه البطل الرمز، والمنقذ الذي ...لولاه لهلكت البلاد والعباد.
في الخطاب الروائي يصطنع حجي جابر لروايته مساراً دائرياً فيبدأ نصه من المشهد الأخير أو من نقطة قريبة منه، ليعود غلى المشهد الأول ويصور تدرج الأحداث وتصاعد المواقف؛ فتتقاطع الخيوط مؤدية إلى الخاتمة المقدمة في البداية، حيث تُسفر الوقائع عن حكاية فتاة جميلة تعيش في اسمرا، تخطط للإنقضاض على رجل مسؤول، يُعرف لاحقاً بأنه رئيس البلاد، تتهيأ للموقف وتعد عدتها القضاء عليه، ترى نظرة مذعورة في عينيه، فتوهن أن ما يحدث يليق بليلتها الأخيرة في الحياة.
تعمل بطلة الرواية - التي تخرجت في كلية الفنون - في دائرة حديثة التأسيس مخصصة لأرشفة وثائق الدولة إلكترونياً، وهي وثائق كتبها مناضلو حرب الإستقلال كيوميات عن أنفسهم، أو عن زملائهم، أو القليل مما كُتب من الأوامر والرسائل الرسمية...
تكتشف الفتاة بعد فترة وجيزة من العمل أن الوثائق تمر بعد مراحل، يتم تحريرها بشكل يتلاءم مع تعظيم شخصية الرئيس الذي يوصف بأنه النحات الذي يراجع الأوراق ويضع عليها ملاحظاته، ليتم إدخالها عليها، وإعادة صياغتها بطريقة تضمن له الإستدامة في الحكم وتشويه تاريخ معارضيه.
وتنخرج خيوط اللعبة حين تطَّلع الفتاة على وثائق تتحدث عن أمها المجهولة لها، وكيف أن الزعيم أو الرئيس استغلها وحجبها عن الآخرين، وأنجب منها ابنة - التي هي الفتاة - وألقى بها في كنف جدتها، وقيل لها إن أباها استشهد وأمها توفيت بعد ذلك في حادث، حيث يتم إيهام الطفلة بصدق الحكاية، في الوقت الذي تفتقر فيه إلى أي سند يدعمها، وتتفاجأ أخيراً أن الرئيس الذي يتلاعب بالوثائق ويزوّرها، ويتلاعب بالبلاد ويزيف تاريخها، ويشوه حاضرها، ما هو إلا أبوها الشرعي الذي تنكر لها ولأمها وللوطن أيضاً. إقرأ المزيد