تاريخ النشر: 15/09/1997
الناشر: تجمع الباحثات اللبنانيات
نبذة نيل وفرات:تصادف العمل البحثي في الوطن العربي عوائق وعقبات عديدة تجعل مهمة الباحث صعبة إن لم نقل مستحيلة وليس بإمكان أحد أن يحيط بجوانب الموضوع المعقدة والشائكة كالباحثين أنفسهم وهم يعبرون في هذا الكتاب عن رؤيتهم للموضوع والمؤثرات الإيجابية والسلبية عليه لذا جاءت البحوث التي يضمها هذا الكتاب في عدة ...محاور.
المحور الأول يدور حلول أحوال البحث فقد ركزت مارلين نصر في بحثها على قضية الصعوبة التي يجدها الباحث في العالم العربي في استيعاب وتطبيق تقنيات تحليلية وضعت وتطورن خارج عالمه. ويبحث فاديا حطيط دراستها جذور تشكل التقاليد البحثية الجامعية وهي دراسة مقارنة بين الجامعات في لبنان. وفي صدمة الألسنية يتناول طلال وهبة التجديد والمانعة في الدراسات اللغوية العربية، ويخلص إلى أن التفكير الألسني العربي خلاق ويملك عناصر تجديد متنوعة برغم مقاومة المجتمع العربي الواعية واللاوعية لتحويل الألسنية من علم مستورد إلى علم تبناه حتى تصبح قواعده داخلة في صلب تفكيرنا بخصوص اللغة العربية وقاعدها.
والمحور الثاني يدور حول الوسط العلمي أو الجماعة العلمية، إذا تعالج منى فياض ثلاث مستويات تتعلق بمراحل العمل الميداني وإشكالياته بينما تبحث ماري كلود سعيد في علاقة الباحث بالراوي التي لا تدركها من خلال قراءتنا للكتب والنصوص المنهجية. وفي روايتها عن العوائق الذاتية والاجتماعية التي تواجه الباحثة تحاول نهى بيوني أن تتفهم ما الذي يجري للباحثة ومعرفة المصاعب التي تعيق إنجازات المرأة.
ويبحث وجيه كوثراني في دراسة مسألة البحث التاريخي في العالم العربي (واقعة ومشكلاته وآفاقه) ويرى أن هناك أزمة تطال المؤسسات والمجتمع المدني في حين تقبع الثقافة التاريخية في لبنان في حضن ذاكرات وفروع ونوادي وشلل (مثقفين) تتقلص حدودها في الزمان والمكان أكثر فأكثر. وسعى أبو بكر قارد في دراسته إلى جعل سيرته الذاتية موضوع دراسة موضوعية باحثاً في أثرها في تكوين تصوره للمعرفة عموماً واهتماماته البحثية على وجه الخصوص.
ويتناول رشيد الضعيف علاقته بالبحث العلمي في فترة العصر الذهبي لليسار في لبنان ثم في فترة الحرب التي تليها كما سجل ملاحظاتها وأفكاره وآرائه في مسألة البحث العلمي والجامعة اللبنانية. ويتناول فريد الزاهي العلاقة بين البحثي والسياسي والثقافي والإيديولوجي في المشهد الثقافي المغربي، محاولاً الإمساك بمعضلاتها وتطوراتها.
أما حسن الشامي فقد اختار في إطار موضوعه (من الباحث إلى الداعية) شخصة جمال الدين الأفغاني كعينة تمثل نموذجاً للانتقال من البحث إلى الدعوة من التفكير الفلسفي الطابع إلى الفعل السياسي. وتهدف دلال البزري من خلال دراستها إلى وصف عالم الندوات الغريب بأنواعه المختلفة بموضوعاته وطقوسه بصلة كل من الإعلام والسلطة به ثم ببعض مضامينه. وأخيراً بالأسئلة التي يمكن طرحها على الناشطين فيه.
ويركزا المحور الثالث على متعلقات البحث ووسائطه إذ يطرح نايف سعادة في دراسته سؤلاً عن سبب تخلف العرب عن الركب باحثاً عن المجال الذي يكمن فيه النقص اللبناني والعربي. وينطلق وضاح شرارة من تاريخ نشأة معهد العلوم الاجتماعية في لبنان ليبحث في أسباب تدهور التعليم والبحث فيه.
وتناولت نهوند القادري العلاقة المضطربة بين البحث العلمي الاجتماعي ودائرة تسويقه ونشره إذ ترى أن هناك مساحة غامضة بين الباحثين ووسائل الاتصال تتسع وتضيق بمقدار ما يتمسك الباحثون بعالمهم العلمي وبقيمة الخاصة وبنيانه الاتصالي المنضبط. ويناقش مصطفى حجازي نسبية مسلحة الموضوعية في العلوم الإنسانية وتطبيقاتها على القياس والتقويم في علم النفس والتربية، بهدف الكشف عن العوامل التي تحكم هذه الممارسات ذات النتائج الخطيرة.
أما نجلاء حمادة فتطرح قضية الحرية وأهميتها ف يكل عملية معرفية، ويتناول برهان غليون أسباب تأخر البحث العلمي في البلاد العربية كما يبحث في إمكانية تطوير البحث العلمي في البلاد العربية، ويعرض حسين قبيسي للصراع القديم المستجد بين الاتجاهين الغربي الاستشراقي والعربي الثقافي والإسلامي في النظرة إلى العلوم الاجتماعية.
ويدور المحور الرابع حول سوء استخدام اللغة ا لعربية في الخطاب اليومي وفي التعليم المدرسي، فتلحظ ندى مغنيزل أهمية اتباع منهج تربوي يمكن من تربوي طرائق جديدة في المعرفة والبحث، أما طلال عتريسي فيبحث مسألة إسلامية المعرفة أو تغريبها ويرى أنها لم تكن نتاجاً خاصاًً بمرحلة الثمانينات وصعود التيارات الإسلامية وإنما تعود جذورها إلى القرن الماضي عندما اكتشف المسلمون التقدم العلمي الهائل في أوروبا. إقرأ المزيد