النزعة النقدية في فلسفة أبو حامد الغزالي ؛ أبعادها وخصائصها وأثرها على الفكر الإسلامي والعالمي
(0)    
المرتبة: 105,329
تاريخ النشر: 27/09/2016
الناشر: مكتبة حسن العصرية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة المؤلف:يعتبر أبو حامد الغزالي من أعلام العرب والإسلام والفكر الإنساني، تحدثت عنه المصادر على مختلف مشارب أصحابها في العلوم والمعارف الإسلامية من تصوف وفقه وأصول وعلم كلام وفلسفة ومنطق وأخلاق.
وقد انقسم مؤرخوا الفكر والفلسفة بصدد التأريخ للغزالي ولمكانته العلمية إلى أصناف: صنف يرى أن الغزالي هو الممثل الحقيقي للفلسفة، وصنف ...ينظر إليه على أنه ممثل لتيار ديني مضاد للفلسفة والفكر الحر، تسبب في القضاء على كل محاولة للإبداع والتطور وحمله مسؤولية التخلف الحضاري.
وبعيداً عن دعوات التعصب من مدح أو تحامل على الغزالي وفلسفته، لا يستطيع الباحث المنصف لكتب الغزالي إلا الإقرار بمنزلته وأثره الكبير سلباً وإيجاباً في مسار الفكر الإسلامي والإنساني.
فقد كان الغزالي صاحب عقلية متوقدة، ومتمردة فكرياً على كل التيارات الفكرية التي كانت سائدة في عصره، وقد اتخذ في نقده لها جميعاً منهجاً مغايراً لمناهج عصره، وهو الشك المنهجي، وهو ذات المنهج الذي اتخذه أيضاً أبو الفلسفة الحديثة ديكارت بعد الغزالي بأكثر من خمسة قرون.
بل لا نبتعد عن الحقيقة إذا وجدنا شبهاً بين أطروحات الغزالي النقدية وبين مؤسس الفلسفة النقدية الحديثة أمانوئيل كانط.
وإذا كانت الفلسفة بوصفها حباً للحكمة من حيث دلالتها، وتجد في النقد أبرز أسلحتها حيث نشأت بإعتبارها نقداً، بل إنها اندمجت بالنقد فصارت، هي هو، في غالب الحالات، وهنا نجد أن الغزالي مارس الفلسفة متسلحاً بأمضى أسلحتها وهو النقد، واجتهد في طلب الحقيقة، بالإستناد إلى أساس منهجي قوامه الشك والتساؤل الدائم، وبهذا المعنى يكون الغزالي أحد محبي الحكمة والباحثين عن الحقيقة، حيث كان الشك نقطة البداية التي انطلق منها، فاحصاً وناقداً لأدوات المعرفة وعلوم عصره.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد وجدت أن الخلل الفكري والقيمي الذي عاش في ظله الغزالي وعمل على كشفه وفضحه ونقده، هو نفس الخلل الذي نعيشه الآن؛ ومن هنا أرى ضرورة إعادة قراءة فلسفة الإمام الغزالي، بكل جوانبها، قراءة جديدة للإستفادة منها في التأسيس لفلسفة إسلامية معاصرة، تستطيع أن تحافظ على أصالتنا وموروثنا الفكري، وفي نفس الوقت تحاول الإنطلاق إلى رحاب العالم المفتوح، لأن فكر الغزالي يحتاج إلى إعادة قراءته بصورة موضوعية بعيدة عن التحيز ضد أو مع هذا الفكر، وبعيداً عن الأحكام المسبقة، لأن ذلك كفيل بإعطاء الرجل حقه المناسب في مجال الفكر العالمي والإسلامي. إقرأ المزيد