الإنسان الكائن والكيان والكينونة
(0)    
المرتبة: 196,404
تاريخ النشر: 01/07/2014
الناشر: دار الولاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يعتبر القلب الجهة أو البعد الآخر لكينونة الروح أو الذات الإنسانية الذي يصبُّ مكنوناته ومنتجاته المعرفية والأكسيولوجية والأنطولوجية المتعالية في بنية كينونة الذات أو الروح الإنسانية، والتي بمقتضاه تسمو وتعالى وتتكامل الروح لتقترب بصورتها المجردة المتعالية إلى الكامل المطلق عزّ وجلّ، وفق مراقي ومراتب التدرجيّة التنضيدية الإيجابية من حيث: ...المشابهة والمشاكلة والمضارعة والمماثلة والمحاذاة والمناظرة والمطابقة والمساومة، أو التباعد والتنافر عن الحق المطلق وفق مراقي راتوبتيه البَيْنُونِيَّة السلبية والتناقضية من حيث: الإختلاف والتمايز والتغاير والتضاد والتقابل والتناقض والمزايلة والعدمية، مع الحقيقة الكمونة والمعطاة المنطرحة في بنيات كينونة الذات البشرية كفيض إلهي رباني يستحق الشكر والعبودية الخالصة له تعالى.
وبِمَكْنَتِنا تصور الروح من جهة القلب كبعد جهوي خازن للمشاعر والعواطف والإنفعالات والتفاعلات الذاتية الجوّانية للنفس أو الذات، وكذلك الجهة التي تتلقى المعارف والحقائق المجردة بشكل حضوري من دون وسيط مباشر، وهو الجهة التي تولّد قيم فعل القول والعمل الإنساني في صورة متواليات هندسية متعالية موجبة أو منحدرة سالبة، وذلك من خلال أكسير النية المتعلقة بالعمل أو القول أو الخيال البشري، يقول الإمام الحسين رضي الله عنه: "... ألا إن للعبد أربعة أعين، عينان يبصر بهما دينه ودنياه، وعينان يبصر بهما أمر آخرته، فإذا أراد الله عزّ وجلّ بعبدٍ خيراً فتح له العينين في قلبه، فأبصر بها الغيب وأمر آخرته، وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه".
إذاً القرآن الكريم حينما يتعرض لكينونة الروح تارة يسمى الروح بنفس الإسم، وتارة أخرى بالقلب أو العقل أو النفس أو الذات أو الفطرةن وهنا يعلو على السطح سؤال جوهري أساسي: هل الروح هي نفسها القلب أو العقل أو النفس أو الذات أو الفطرة؟ أم أن الروح موجود مستقل غير القلب والعقل وغيره من التسميات والنعوت التي نطقت بها الآيات المجيدة؟...
هناك ثمة مرئيات ومنظورات أبسيتيمولوجية معرفية وأنطولوجية وجودية، تسعى إما إلى توحيد هذه المسميات في اسم واحد من حيث المعنى المعرفي والحقيقة الوجودية، أو محاولة أن تُظهر البينونة المعرفية والوجودية وتفصل بينها فصلاً عينياً تكوينياً وجودياً، أو فصلاً معرفياً ووظيفياً وغائباً.
الإتجاه الأول لا يميز بين هذه التسميات ويعتبرها مرادفات لشيء أو موجود واحد، أما الإتجاه الثاني يذهب إلى أن الروح هي الحياة والطاقة الإحيائية والوجودية للبدن وأجهزته المختلفة، وهي كينونة آلهية نفخت في البدن من قبل الحيّ القيّوم ومطلق الحياة والوجود، وأما الذات أو النفس فهي التي غرس فيها الله عزّ وجلّ الصفات الحسنى وعلّمها الأسماء العليا كلها بالقوة وبالإمكان، وإن القلب والعقل والتخيل والحواس هي كلها أعضاء وأجهزة إدراكية متباينة للروح أو للذات عند البعض، ولكل منها خصائصها المتميزة ووظائفها المتباينة ومجالاتها المحددة وإمكاناتها المعروفة، تعمل وفق منظومة ابستيمولوجية وأنطولوجية واكسيولوجية أخلاقية متعاضدة متّسقة ومنتظمة تستهدف بناء وتعقيد الذات أو النفس البشرية أو كينونتها الإنسانية، تبعاً لماهية الإنسان وكنهه الحقيقي المعطى والمنطرح بالقوة والإمكان في الفطرة الإنسانية أو في بنية كينونة الحقيقية "الكينونة الخام"...
فلسفة تستوقف القارئ لهنيهات في محاولة لإعادة سؤال لا بد طرحه على نفسه التي يجلها: ما هي الكينونة؟!... سؤال يحاول الباحث الإجابة عنه مبيناً أن المقصود من الكينونة هي الحياة والوجود، والقول لنكون ويعني لنعيش، أو لنتواجد… وعليه فالمقصود "بالكينونة" هو كون ذات الإنسان موجودة أو متواجدة بعالم ما، حسب مرتبتها الوجودية الطبيعية أو المثالية البرزخية…
يمضي الباحث في دراسته هذه في محاولة للمضي في عمق كينونة الإنسان وإستجلاء الكائن والكيان والكينونة، مبيناً كيفية منهم وتفهيم وإنفهام وإفهام الكينونة بالعلاقة من كل النواحي المختلفة للحياة السوسيوكونية والسوسيوحضارية والسوسيوتاريخية والسوسيو إجتماعية والسوسيوسياسية والسوسيوإقتصادية والسوسيوثقافية والسوسيكولوجية والسوسيوعقائدية و… التي نحن متآلفون معها داخل المجرى الحدثي والمشهدي والمرآوي.
كيف يمكننا أن نعرف الكينونة بالنسبة للعالم أو الكون أو الوجود، وما هي علاقتها مع عالم الأشكال والظواهر التي نعيش فيها، وكيف نستطيع أن نميّز الوجود عن الموجود… هذه التساؤلات عن الكائن والكيان والكينونة وتعريفاتها المعرفية والوجودية والأخلاقية والجمالية…. ومواضيع فلسفية أخرى تدور في أفق الإنسان وكينونته ككائن وكيان هو ما يحاول الباحث إستجلاء كهنه في أبعاده الفلسفية في دراسته هذه. إقرأ المزيد