تاريخ النشر: 12/05/2015
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر،
نبذة الناشر:في مقدمته ليومياته البديعة التي كتبها عن سنوات السجن، يفتح مفيد نجم مغاليق نفسه التي أسرتها تجربة مريرة مع الزنازين والقضبان على شتى الأسئلة العميقة المتعلقة بالتجربة والكتابة. ينشط الكاتب صاحب التجربة الجديدة مع السجن بسبب آرائه وينحول، هنا في يومياته، إلى أنا وآخرها، ويتحاوران:
أعرف يا شبيهي وآخري ...ما الذي تريده مني، أنت تحاول أن تستعيدني من غيابك، لكي تستردني من ماضيك، دون أن تدرك ما تفعله سيجعلني أعيش تجربتي المرة مرتين، مرة لأنك تريد أن توقظني من نسيانك، لأدرك مدى الخيبة التي خلّفها نسيانك لي، لكي أروي لك حكايتي التي ستصير فيما بعد هي حكايتك، التي ستعيشها خارج زمن التجربة، التي عشتها بكل قسوتها العارمة، والطاعنة في المرارة والأسى والقهر، فأصير أنا ظلك ودليلك إليّ ليس إلا.
بلغة حية، نابضة متوترة حيناً، ومتأملة أحياناً يكتب صاحب اليوميات تجربته الطويلة مع السجون السورية مستعيداً وقائع اللحظات والساعات والأيام، تتحول كتابته إلى لوحات لمشهد السجن لوجوه السجناء وقد تحولت إلى وجوه شبحية بعيداً شمس العالم، المهاجع الكبيرة والزنازين المنفردة، أصوات التعذيب، ساعات التحقيق الطويلة، الإهانات الكاسرة لرجولة الرجال، الآلام النفسية، والوقوف على حافة الجنون، عن ساعات الفراغ الطويلة المعبأة بالتوقعات التي لا تتحقق، عن توق الجسد للجنس، وعن موت الرغبة، عن التوق إلى الحرية، والشوق للأهل، عن النقاشات السياسية بين السجناء، وبؤس السجانين، عن لؤم الضباط الكبار، عن المعتقلين المنتظرين دورهم لتنفذ بهم أحكام الإعدام، عن الشجاعة والخوف، عن باحة السجن، والفسحة القصيرة تحت شمس الله. وما السجن، كما ينعكس في يوميات مفيد نجم، سوى سوريا نفسها، ولكن في حيز ضيق. فهي سوريا معتقلة بقمرها وشمسها وطبيعتها وعمرانها وإنسانها، سوريا الزمن الميت، والجريمة اليومية.
يتساءل صاحب اليوميات: "كيف للحكاية ألا تخون نفسها، وألا تصبح ظلاً للحكاية، أو صدى لها، وأن لا يصبح كاتب الحكاية هو بطلها الحقيقي، الذي يعيد اختبار عمق آلامها، وقهرها وعنفها المادي والمعنوي، بعد أن عاشها بطلها الحقيقي".
يوميات مفيد نجم وثيقة أدبية شفافة وثقيلة عن عالم جحيمي مظلم، استحق عنها صاحبها جائزة اليوميات وبإخراج هذه اليوميات إلى النور تكرم الجائزة أدب السجن بوصفه رحلة المراوحة في المكان الأقسى خارج الحرية، ورحلة الغوص في ظلمات العالم للعودة من هناك بشعلة الحرية. إقرأ المزيد