تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن الأدب السعودي له رواد كثيرون خاصة في الحجاز الذي شهد التقدم الحديث للمملكة العربية السعودية قبل سواه من المناطق والمحافظات، ففي مكة المكرمة انبثق النور وفي جوار حرمها الأمن تخرج العلماء والأدباء، حيث حلقات العلم المتعددة في الفقه والتفسير واللغة والنحو وسواها من العلوم والآداب والفنون، التي كان ...المشائخ يدرسونها للطلاب أمثال محمد العربي التباني، وحسن يماني ومحمد حمدان وأحمد ناضرين وعلوي المالكي وسواهم.
وسيجد القارئ في ثنايا هذا الكتاب الذي يضم تراجم موضوعية وضعها المؤلف لأدباء الحجاز وشعرائه وسواهم ذكراً لهؤلاء العلماء كل في موضعه، ويمكن القول بأن هذه التراجم ليست هي بالتاريخية بالمعنى الواسع للتاريخ، وإنما هي شذور وأفكار وقيم ومعاني لهذه الشخصيات من خلال إنتاجهم وملامح من أدبهم وأشعارهم.
سائراً فيها ضمن إتجاهات هؤلاء الفكرية والأدبية والمعرفية والعلمية، فالحجاز التي استودع الله فيه البيت الحرام والكعبة المشرفة وجدت فيه معاهد العلم ومدارسه مثل مدارس الفلاح والمدرسة الصوليتة والمعهد السعودي؛ أضف إلى ذلك دار العلوم والمدرسة الماجدية والمدرسة الفخرية والمدرسة الرحمانية والمدرسة المحمدية والمدرسة العزيزية التي تخرج فيها معظم من وردت ترجمتهم في هذا الكتاب.
هذا وقد كانت المناهج العملية والتربوية التي درسها هؤلاء الأعلام كانت تستوعب كل العلوم والآداب والفنون في هذه المعاهد والدور العلمية، ثم تُوّجت أم القرى بعد ذلك بكلتي الشريعة والتربية، ومع مسيرة الأيام والسنين ثم ومع بداية القرن الخامس عشر الهجري، إفتتاح جامعة أم القرى.
وعلى هذا، فإن الحجاز قد خرج لفيفاً من العلماء والأدباء والشعراء والكتاب والمثقفين، وسيلحظ القارئ أن أغلب الرجال ممن تولوا مناصب المسؤولية في المملكة العربية السعودية في الوزارات والإمارات والدوائر الحكومية كانوا قد تخرجوا من مدارس الفلاح في مكة المكرمة وجدة، وذلك على سبيل المثال، الأمر الذي يدلّ على تميّز هذه المناهج التعليمية والتربوية وعلى عمقها العلمي والأدبي والرياضي.
كما تعتبر أم القرى من أوائل المدن في العربية السعودية التي تم فيها إنشاء النوادي الثقافية والرياضية مثل نادي الوحدة الثقافي الرياضي ونادي مكة الأدبي الثقافي، كما أن هناك أندية كثيرة سواها وفي جدة كذلك، ثم تدرجت هذه النهضة الثقافية لتشمل سائر مدن المملكة العربية السعودية بما فيها العاصمة الرياض والمدن الأخرى سواء في نجد أو القصيم والعسير والإحساء.
أما المراجع التي عاد إليها المؤلف في عمله هذا فقد شملت العدد الخاص لتراجم أدب وأدباء المملكة العربية السعودية من مجلة المنهل، وكتاب الموجز في تاريخ الأدب العربي السعودي للدكتور عمر الطيب الساسي والصحف التي كانت تصدر في المملكة العربية السعودية كما والمجلات أيضاً التي كانت تصدر فيها خلال حياة الرواد، وسواها من المصادر التي تحمل طابع الإنتاج الأدبي والثقافي لهؤلاء.
كما استعان المؤلف بمذكراته الخاصة سواء التي كان يحفظها أو تلك التي كتبها، وهي تشمل معلومات وآراء وأفكار دارت بينه وبين بعض هؤلاء الرواد كالأساتذة: محمد سعيد العامودي، وأحمد محمد جمال وعبد القدوس الأنصاري. إقرأ المزيد