تاريخ النشر: 10/02/2022
الناشر: دار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:اليمن هو المهد... مهد العرب، هذا المهد أو هذه الأرض التي تربي على سهولها وربوعها علماء وأدباء وعارفون أمثال: وائل بن حجر الكندي الذي رأس وفد حضرموت لمبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الوفود، ونشوان بن سعيد الحميوي، وعمارة اليمني وابن خلدون، حفيد وائل بن حجر ...الكندي الآنف ذكره.
وقد امتد التاريخ اليمني عبر العصور، فكانت مسيرته ماضية علماً وعملاً... أدباً وديناً... مجتمعاً وإنساناً.
ويمتاز التاريخ اليمني بصدق رواته، وتدفق علمائه، وتسجيل تاريخه للأحداث الكبرى؛ كسد مأرب وكحادثة العرم، وهجرة الكثيرين من أبناء اليمن وحضرموت إلى الشمال الدنيوي ما بين الهلال الخصيب ووادي النيل.
وإلى ذلك؛ فإن الفكر اليمني واسع الأفق، وقديم الإحسان بالذكر العلمي، والمخزون الثقافي، والإيمان الديني؛ لذلك كثر علماؤه، وتعدد مفكروه، الذين صالوا وجالوا في ميادين العلوم ومجالات الثقافة وأجواء المعرفة، وذلك رمز معنوي وشأن ثقافي واسع؛ لأن الفرد اليمني محب للمعرفة ومدين بالإيمان؛ بل أنه عاشق للتجوال ويجد في ذلك مجالاً للفائدة المعنوية قبل الفوائد المادية.
وقد برز مفكرو اليمن بتنوع إتجاهاتهم في العصر الحديث، فأدلى كل واحد منهم بدلوه، فإبراهيم الوزير تخصص في الفكر الإسلامي، وأحمد الشامي في الأدب والسياسة، ومحمد علي لقمان في الصحافة والمجتمع، والزبيدي في الشعر والتصوف.
وهكذا مضى المفكرون اليمنيون في طرق شتى والهدف واحد؛ وهو التعبير فكرياً عن اليمن، ومن يرسم فكر اليمنيين المعاصرين لا يُحار في الفهم عن الشخصية اليمنية حديثةً أو قديمة، إذ البيئة لكل مكان وزمان هي التي تحدد المعالم الشخصية لكل مجتمع أو شعب في هذا الوجود...
فإبن خلدون يعتبر مفكراً عظيماً بفاعلية الوعي والإجتماع والتاريخ، وهو رائد المؤرخين والمفكرين، ويعود أصله في النسب القبلي إلى وائل بن حجر الكندي الذي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل حضرموت للدخول في الإسلام ودعوة الإيمان، وذكر ذلك في مقدمته المشهورة وفي سيرته المعروفة بـ "التعريف بابن خلدون"، الذي حققه محمد بن تاويت الطنجي في سبعينيات القرن العشرين الماضي في طبعته المغربية.
هذه الطبعة أو الإصدار العلمي للتعريف بحياة ابن خلدون العلمية الطويلة، وأنشطته المرحلية في القضاء بمصر...
وقصارى القول إن ابن خلدون ذكره محمد عبد القادر بامطرف في موسوعته عن أرجعهم إلى حضرموت واليمن.
وعليه، ومن أجل الوقوف على مصار ذلك الكتاب من أرض كندة وبلقيس، رحل الباحث إلى هذه الأرض الطيبة، نزار المكلا والقطن وشيام وسينون، فوفقه الله تعالى للحصول على بعض المصادر والمراجع الموفقة كـ "الجامع لأعلام اليمن" للمؤرخ الكبير محمد عبد القادر بامطرف، وكتاب "لمحات من التاريخ والأدب اليمني" للأديب عبد الله أحمد الثور، المصدر الذي اعتبره الباحث مصدراً رئيساً لكتابه الذي بين يدي القارئ؛ نظراً لما اشتمل عليه من النصوص الشعرية التي كتبها كثير من شعراء اليمن المعاصرين، حيث اختار منه الكثير من شعراء أولئك الشعراء كمحور سعيد جرادة، وإبراهيم المضراني، وعلي عبد العزيز نصر، ومحمد عبده غانم.
وقد رسم كتابه بـ "أعلام اليمن المعاصرون"، ذاكراً بأن هذا إنما تيمناً بإسم كتاب هلال ناجي "شعراء اليمن المعاصرون". إقرأ المزيد