تاريخ النشر: 25/09/2014
الناشر: دار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يكتسب الموت أهمية خاصة في رواية (أذى) للروائي مرتضى محمد الأمين، إذ جعله النقطة التي تتجمع فيها وتنتهي إليها خطوط الحدث كلها، فيكتسب حدث (الموت) معناه المحدد. وتتصف به بعض نهايات قصة عائلة السارد الذي بدأ يخبرنا "وأخيراً، مات أبي، مات متأخراً عن الوقت المناسب لموت يحفظ للميت حقه ...الطبيعي في حزن حقيقي، وذكرى طيبة. مات، بعدما أرهقنا عمره الذي امتد طويلاً في السنين، وفي حياتنا ... فالسنوات التي زادت، إنما كانت (أذى) خالصاً ".
وفي غمرة أجواء الموت والدفن، تفشل العائلة في الوصول إلى حلّ يؤدي إلى اقتسام التركة، وحتى العثور عليها، فتكثر اجتماعات العائلة، ولكن دون جدوى: "كان الجو مشحوناً بما فيه الكفاية، ليفشل اجتماعنا الذي عقدناه، لتحديد التركة التي ورثناها، من اللحظة الأولى" وهكذا عبر صيغة المتكلم واستحضار للذكريات يروي واحد من أبناء العائلة (الحكاية) لنكتشف معه "فقد اكتشفت بعد وفاة أبي، أنه أنهى المهمة الشائكة التي أوكله بها أعمامي، على طريقتنا العائلية. وكان كل ما وجدته في خزانته رزمة من الأوراق المكتوبة بلغة عامة، وبغموض، والتي ينقص الكثير منها تواقيع المعنيين. وكان يكفي أن يشكك أحد الورثة في صدقيتها، لنعود إلى المشكلة من بدايتها ...". ولكن، ماذا ترك الوالد لأبنائه وأحفاده، هل ترك مالاً؟ أم شيئاً آخر أهم؟
وعليه، تكون رواية (أذى)، بما فيها من سلاسة اللغة، وفنية الخطاب، تقدم لنا نظرة ثاقبة في الحياة والموت والمال ودوران الإنسان حول هذا الثالوث دون أن يدري؛ فكانت بحق أثراً روائياً ممتعاً فلسف به مرتضى محمد الأمين الحياة والعلاقات العائلية على طريقته وبلغته ... إقرأ المزيد