لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

بيريتوس: مدينة تحت الأرض

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 12,927

بيريتوس: مدينة تحت الأرض
6.80$
8.00$
%15
الكمية:
بيريتوس: مدينة تحت الأرض
تاريخ النشر: 18/09/2014
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"إن سألتني الآن عن أسوأ لحظة في حياتي كلها، أقول: بلك اللحظة في مقر مبنى "ستي بلاس"... هذا المبنى الواقف كما الشبح في النقطة ذاتها منذ ظهوره أواخر الستينات، كان يخفي لي - هو مدمّر هكذا - عالماً آخر لم أكن أتخيّل يوماً أنّه موجود تحت عالمنا. أسوأ لحظة ...في حياتي كلها. إنها حتى أشدّ ظلمة من الساعة الأخيرة في حياة أبي. لن أتغلّب يوماً على رحيل أبي، كان تعلقي به مرضيّاً، وسيبقى هكذا.
كلما تذكرته أصابني الحزن، لكن تلك الساعة، أسفل ستي بلاس، كانت أسوأ. كانت أسوأ لأنها أخذتني إلى هناك، إلى تحت الأرض. ما الذي دفعني إلى القفز؟ كان عليّ أن أبقى حيث أنا ربما، وأن أتصل بالمركز على الجهاز وأقول كذا كذا.. ماذا كنت سأقول بالضبط؟ لا أدري، ما حدث قد حدث. ماذا تقول دائماً في رواياتك؟ كل ما حدث مكتوب. هذا صحيح، الآن أعرف هذا، لم أفكر، كان جسمي يندفع وحده، الولد الأبيض الثوب - القافز كالأرنب - قفز إلى أعماق الأرض. وأنا لحقت به. قفزت وانزلقت في الحفرة، نازلاً إلى تحت، وبدا لي أنني لن أبلغ القعر أبداً، حين كنت صغيراً، في قريتي في الجبل كنت أنزل مع أصحابي في نفق تحت الشارع يفضي إلى الوادي. وكان نفقاً من الباطون، مجروراً يحمل مياه الأقنية إلى الوادي، كنا ننزل فيه أيام الصيف، حين يكون جافاً، وكلما تقدمنا بان النور الأبيض أقوى في نهايته، هناك حين السماء التي تسقف الوادي.. أخبرك عن هذا المجرور في قريتي لأنني مرة علقت فيه خلال الشتاء، أذكر صراخي، وأذكر أبي حين يأتي إلي من الحقل القريب.. وأذكره يسحبني من المجرور ويسألني كيف علقت؟ لا أعرف ماذا أخبرته لكن الصخور بدت لي، تحت، حيوانات أو مخلوقات خرافيّة. كانت الصخور مظلمة.. لماذا أخبرك كل هذا؟ لأنني بينما أنزلق في تلك الحفرة تحت سينما ستي بلاس في وسط بيروت التجاري أحسستني أفقد الوعي، كأنني أسقط عن السرير وأنا نائم.
كان سقوطاً سريعاً مخيفاً، حتى أن دماغي خبط بسقف جمجمتي من قوّة السقوط.. وبقيت أسقط وأنا أتذكّر أشياء غير متصلة.. إلى أن بلغت القعر.. ارتطمت بالرمل.. وعلى الفور رأيت أنني في مكان فسيح أبيض.. كنت في غرفة، ما يشبه غرفة، ووراء طاولة صغيرة، أو ما يشبه طاولة، رأيت ثلاثة أولاد، ثلاثة أولاد عيونهم واسعة.. حين سقطت ضعت عن نفسي.. انتبهت إلى ما بي حين رأيت الوجوه الثلاثة، الطويلة الغريبة، بعيونها شديدة الاتساع.. فجأة انفجر الألم في جسمي كلّه.. وأدركت أنني سأغيب عن الوعي، قبل أن أغيب فعلاً. وهكذا زاد خوفي. لكن ما أرسل ذعراً في قلبي حقاً كان صراخ الأولاد الثلاثة معاً دفعة واحدة بكلمة واحدة "برّاني، برّاني، برًاني!.." تناهت إليّ أصوات أخرى.. وسمعت رجلاً يسأل ماذا جرى، وسمعت ولداً يكرّر أسماً واحداً - كأنّ هذا الإسم يكفي لشرح كل ما حدث.. مرة تلو الأخرى: "ياسمينة"، أو: "هذه ياسمينة." لم أفهم ماذا يقول، لكنني هناك.. غارقاً في مياه الغيبوبة، وفي دمائي النازفة.. تذكرت الشبح الأبيض، وأدركت أنني أخطأت، لم يكن الشبح ولداً بل كان بنتاً، لكن أين اختفت تلك البنت؟ سقطت هنا فلم أرَ إلا ثلاثة أولاد صغار وراء الطاولة الجدر الغريبة (سأعرف بعد ذلك أنها ليست طاولة بل ناووساً فينيقياً أو رومانياً.. كالذي نراه في المتاحف.."
بين الحلم واليقظة وبين الخيال والواقع.. وبين التاريخ والحاضر.. وفي دهاليز الإبداع الروائي يمضي الروائي مع شخصياته التي اختلقها ليحدث عن حرب لبنانية اقتضت بأحزانها مضجعه.. وعن تاريخ لبيروت سحره.. وعن واقع له فيه أماكن في بيروت وأناس وأشخاص أثّروا فيه وأثروا خياله.. الانطلاقة.. والفكرة التي فجّرت عالما ماج بالغريب والمؤلم هل نقول المفرح.. ربما إلى حدٍّ ما.. الفكرة تجسّد برجل العامل كحارس.. هل وجود هذا الرجل حقيقي.. أم أنّه محض خيال.. ومهما يكن من أسر أنها فنتازيا العمل الروائي الذي يأخذ القارئ على أجنحة الخيال ليحلق.. بل ليفرجي في بيرهوت أو بيريتوس تلك المدينة تحت الأرض، ليعقد مقارنة بينها وبين بيروت مفرق الأرض بكل ستجدها وآلامها وآمالها التي غاصت تحت الأرض.
نبذة الناشر:"الليل يغمر بيروت المشتعلة بالكهرباء. نحن على سطح "فيرجين" العالي، وجوزف سماحة يقطع شطيرة البيتزا بالشوكة والسكين، ويسأل وليد نويهض عن الأحوال في البحرين. وليد يقول شيئاً عن الحرارة الشديدة والرطوبة العالية. وشخص آخر - نسيتُ اسمه - يقول إن أهل الخليج كلهم في بيروت الآن، انظروا هذه الزحمة، مليون ونصف المليون أتوا فقط في هذين الشهرين، متى كانت بيروت مزدهرة بالسياحة هكذا، عليكم ان تشكروا ابن لادن، لولا سقوط البرجين في نيويورك ما ازدهرت بيروت في هذا الصيف!".

إقرأ المزيد
بيريتوس: مدينة تحت الأرض
بيريتوس: مدينة تحت الأرض
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 12,927

تاريخ النشر: 18/09/2014
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"إن سألتني الآن عن أسوأ لحظة في حياتي كلها، أقول: بلك اللحظة في مقر مبنى "ستي بلاس"... هذا المبنى الواقف كما الشبح في النقطة ذاتها منذ ظهوره أواخر الستينات، كان يخفي لي - هو مدمّر هكذا - عالماً آخر لم أكن أتخيّل يوماً أنّه موجود تحت عالمنا. أسوأ لحظة ...في حياتي كلها. إنها حتى أشدّ ظلمة من الساعة الأخيرة في حياة أبي. لن أتغلّب يوماً على رحيل أبي، كان تعلقي به مرضيّاً، وسيبقى هكذا.
كلما تذكرته أصابني الحزن، لكن تلك الساعة، أسفل ستي بلاس، كانت أسوأ. كانت أسوأ لأنها أخذتني إلى هناك، إلى تحت الأرض. ما الذي دفعني إلى القفز؟ كان عليّ أن أبقى حيث أنا ربما، وأن أتصل بالمركز على الجهاز وأقول كذا كذا.. ماذا كنت سأقول بالضبط؟ لا أدري، ما حدث قد حدث. ماذا تقول دائماً في رواياتك؟ كل ما حدث مكتوب. هذا صحيح، الآن أعرف هذا، لم أفكر، كان جسمي يندفع وحده، الولد الأبيض الثوب - القافز كالأرنب - قفز إلى أعماق الأرض. وأنا لحقت به. قفزت وانزلقت في الحفرة، نازلاً إلى تحت، وبدا لي أنني لن أبلغ القعر أبداً، حين كنت صغيراً، في قريتي في الجبل كنت أنزل مع أصحابي في نفق تحت الشارع يفضي إلى الوادي. وكان نفقاً من الباطون، مجروراً يحمل مياه الأقنية إلى الوادي، كنا ننزل فيه أيام الصيف، حين يكون جافاً، وكلما تقدمنا بان النور الأبيض أقوى في نهايته، هناك حين السماء التي تسقف الوادي.. أخبرك عن هذا المجرور في قريتي لأنني مرة علقت فيه خلال الشتاء، أذكر صراخي، وأذكر أبي حين يأتي إلي من الحقل القريب.. وأذكره يسحبني من المجرور ويسألني كيف علقت؟ لا أعرف ماذا أخبرته لكن الصخور بدت لي، تحت، حيوانات أو مخلوقات خرافيّة. كانت الصخور مظلمة.. لماذا أخبرك كل هذا؟ لأنني بينما أنزلق في تلك الحفرة تحت سينما ستي بلاس في وسط بيروت التجاري أحسستني أفقد الوعي، كأنني أسقط عن السرير وأنا نائم.
كان سقوطاً سريعاً مخيفاً، حتى أن دماغي خبط بسقف جمجمتي من قوّة السقوط.. وبقيت أسقط وأنا أتذكّر أشياء غير متصلة.. إلى أن بلغت القعر.. ارتطمت بالرمل.. وعلى الفور رأيت أنني في مكان فسيح أبيض.. كنت في غرفة، ما يشبه غرفة، ووراء طاولة صغيرة، أو ما يشبه طاولة، رأيت ثلاثة أولاد، ثلاثة أولاد عيونهم واسعة.. حين سقطت ضعت عن نفسي.. انتبهت إلى ما بي حين رأيت الوجوه الثلاثة، الطويلة الغريبة، بعيونها شديدة الاتساع.. فجأة انفجر الألم في جسمي كلّه.. وأدركت أنني سأغيب عن الوعي، قبل أن أغيب فعلاً. وهكذا زاد خوفي. لكن ما أرسل ذعراً في قلبي حقاً كان صراخ الأولاد الثلاثة معاً دفعة واحدة بكلمة واحدة "برّاني، برّاني، برًاني!.." تناهت إليّ أصوات أخرى.. وسمعت رجلاً يسأل ماذا جرى، وسمعت ولداً يكرّر أسماً واحداً - كأنّ هذا الإسم يكفي لشرح كل ما حدث.. مرة تلو الأخرى: "ياسمينة"، أو: "هذه ياسمينة." لم أفهم ماذا يقول، لكنني هناك.. غارقاً في مياه الغيبوبة، وفي دمائي النازفة.. تذكرت الشبح الأبيض، وأدركت أنني أخطأت، لم يكن الشبح ولداً بل كان بنتاً، لكن أين اختفت تلك البنت؟ سقطت هنا فلم أرَ إلا ثلاثة أولاد صغار وراء الطاولة الجدر الغريبة (سأعرف بعد ذلك أنها ليست طاولة بل ناووساً فينيقياً أو رومانياً.. كالذي نراه في المتاحف.."
بين الحلم واليقظة وبين الخيال والواقع.. وبين التاريخ والحاضر.. وفي دهاليز الإبداع الروائي يمضي الروائي مع شخصياته التي اختلقها ليحدث عن حرب لبنانية اقتضت بأحزانها مضجعه.. وعن تاريخ لبيروت سحره.. وعن واقع له فيه أماكن في بيروت وأناس وأشخاص أثّروا فيه وأثروا خياله.. الانطلاقة.. والفكرة التي فجّرت عالما ماج بالغريب والمؤلم هل نقول المفرح.. ربما إلى حدٍّ ما.. الفكرة تجسّد برجل العامل كحارس.. هل وجود هذا الرجل حقيقي.. أم أنّه محض خيال.. ومهما يكن من أسر أنها فنتازيا العمل الروائي الذي يأخذ القارئ على أجنحة الخيال ليحلق.. بل ليفرجي في بيرهوت أو بيريتوس تلك المدينة تحت الأرض، ليعقد مقارنة بينها وبين بيروت مفرق الأرض بكل ستجدها وآلامها وآمالها التي غاصت تحت الأرض.
نبذة الناشر:"الليل يغمر بيروت المشتعلة بالكهرباء. نحن على سطح "فيرجين" العالي، وجوزف سماحة يقطع شطيرة البيتزا بالشوكة والسكين، ويسأل وليد نويهض عن الأحوال في البحرين. وليد يقول شيئاً عن الحرارة الشديدة والرطوبة العالية. وشخص آخر - نسيتُ اسمه - يقول إن أهل الخليج كلهم في بيروت الآن، انظروا هذه الزحمة، مليون ونصف المليون أتوا فقط في هذين الشهرين، متى كانت بيروت مزدهرة بالسياحة هكذا، عليكم ان تشكروا ابن لادن، لولا سقوط البرجين في نيويورك ما ازدهرت بيروت في هذا الصيف!".

إقرأ المزيد
6.80$
8.00$
%15
الكمية:
بيريتوس: مدينة تحت الأرض

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 3
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 256
مجلدات: 1
ردمك: 9789983886245

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين