دروز بلغراد - حكاية حنا يعقوب
(0)    
المرتبة: 762
تاريخ النشر: 01/01/2024
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:في روايته "دروز بلغراد" ينهل "ربيع جابر" من التاريخ مادة واقعية، ويعيد تشكيلها وفق آليات الفن الروائي، ليضيف الى ذاكرتنا أحداثاً وقعت في الماضي البعيد لا تزال آثارها تؤرق اللبنانيين على الرغم من مرور أكثر من قرن على وقوعها..
هي حكاية "حنا يعقوب" بائع البيض المسيحي وزوجته هيلانة قسطنطين يعقوب ...وابنتهما بربارة، وفيها ما وقع للعائلة البيروتية الصغيرة من مصائب بسبب الخط العاثر ووجود هذا الرجل - بائع البيض - في المكان الخطأ في الساعة الخطأ.
وفي هذا العمل ينطلق الروائي من واقعة تاريخية معينة حصلت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إثر أحداث 1860، هي واقعة نفي بضع مئات من دروز جبل لبنان الى طرابلس الغرب وبلغراد عقاباً على مشاركتهم في الأحداث، فيروي "جابر" هذه الواقعة مضيفاً اليها حكاية حنا يعقوب، لتشكل الحكايتان حكاية واحدة تقول قدر الجماعة وقدر الفرد في تساوقهما معاً وتناغمهما الى حد التماهي، فمن ناحية ثمة جماعة/ دروز بلغراد يكون عليها أن تدفع ثمن الحرب وثمن السلم، ومن جهة ثانية ثمة فرد/ حنا يعقوب يعبث به القدر ويسخر منه. وفي الحالتين ثمة جلجلة تقطعها الجماعة والفرد بين بيروت وبلغراد ذهاباً وإياباً.
ذات صباح، تقود حنا يعقوب قدماه الى باب المرفأ، ولعل هذه الخطوة هي الوحيدة التي يقوم عليها مختاراً، حيث يفاجأ في ساحة التحميل بمئات الدروز المزمع نفيهم، ويتم ضمه اليهم سداً لنقص، بعد إفراج اسماعيل باشا عن سليمان عز الدين مقابل جرتين من الليرات الذهبية فيما أبقى على إخوته الأربعة رهن الاعتقال والنفي.
وهكذا، تحت وطأة التهديد، يكون على حنا يعقوب المسيحي أن يتحول الى بدل عن ضائع هو سليمان عز الدين الدرزري، وأن يبدأ مع إخوته الأربعة والآخرين درب جلجلة طيلة اثني عشر عاماً يعود بعدها الى زوجته وابنته الوحيدة فيما كان مصير دروز بلغراد الأربعين والأربعين مأسوياً ولعلهم ماتوا في ظروف مختلفة، هذه الدرب التي قطعها المنفيون عرفوا فيها الجوع والعطش والظلام والصقيع والموت قتلاً أو انتحاراً أو إعياءً أو جفافاً، وهذا قدر الضعفاء...
اعتبر النقاد أن رواية دروز بلغراد، "العمل الأكثر تميزاً ولمعاناً واجتهاداً فاستحقت جائزة البوكر العربية للرواية للعام 2012 "لتصويرها القوي لهشاشة الوضع الإنساني من خلال اعادة خلق قراءة تاريخية ماضية في لغة عالية الحساسية". هذا ما عبرت عنه "لجنة تحكيم جائزة البوكر العربية 2012". إقرأ المزيد