تاريخ النشر: 12/01/2011
الناشر: دار النفائس للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن قصة مباحث هذا الكتاب بدأت من آخر بحث فيه، وذلك قبل تسع سنوات؛ حيث عهد إليّ في إجازة التفرغ العلمي 2000/ 2001 الكتابة في موضوع (أثر الأمراض النفسيّة والعقليّة على المسؤولية الجنائية في الشريعة الإسلامية).
واقتضى ذلك مني البحث في شرطي المسؤولية: العقل والإرادة، فوجدت أن كلاًّ منهما يحتاج ...إلى بحث مستقل للوفاء بحقه، وبسبب ضيق الوقت اكتفيت في ذلك العام بتحصيل الحدّ الأدنى من المفاهيم المتعلقة بالعقل والإرادة، مما أمكن أن يبنى عليه تحديد مسؤولية المعاقين نفسيّاً أو عقليّاً، وأُنجز ذلك البحث، ونُشر بفضل الله تعالى في مجلة الشريعة والقانون في جامعة الإمارات العربيّة المتحدة.
لكن ذلك البحث أوقفني على مشارف بحر محيط من منتجات القرائح حول ماهية العقل، والمرحلة العقليّة اللازمة لتكليف الإنسان وصلاحيته لإستقبال الأوامر والنواهي، وتردّدت أول الأمر في الخوض في ذلك البحر؛ لما رأيتُ من تلاطم أمواجه؛ بسبب كثرة الخائضين فيه من الأقدمين والمعاصرين من مختلف التخصصات والإتجاهات، وما وقع بينهم من الإختلاف في الكليّات والجزئيّات.
ثم وقع في نفسي أن هذا الموضوع يستحق مني أن أشرع في الإطلاع على ما كتب فيه، بحيث إذا هُديت إلى آراء محدّدة وأحكام راجحة وفوائد علميّة معتبرة كتبت في ذلك، وإلا عدت بحصيلة من المعرفة في علم كنت فيه مُقلّاً، فشرعت بجمع ما تيسّر من المراجع والمصادر القديمة والحديثة في علوم كثيرة منها علوم الفلسفة والنفس والكلام والأصول والطب العقلي والنفسي، وعلم الأمراض النفسيّة والعقليّة، وعلوم التفسير والحديث والعقائد، وقرأت منها ما يتعلق بموضوعات هذا الكتاب قراءة تدفيق وتفتيش ومقارنة، ونقد وملاحظة منتهيات الآراء ومآلاتها، وقربها أو بعدها من الأصول والثوابت الإسلامية.
واقتضى ذلك مني الإعادة والتكرار في الإطلاع والتدّبر، وكان هذا في جانب، وفي جانب آخر حرِصتُ في كل مرة يتجمع عندي طائفةٌ من علوم الأولين والآخرين حول العقل والنفس أن أتوجه إلى كتاب الله العظيم، وأتلوه تلاوة تدّبر أبحث عنها عن ميزان الهدى، لأضع في إحدى كفتيه تلك الأفهام البشريّة، وفي الكفّة الأخرى ما وقر في قلبي أنه معايير ربانيّة، لأتبيّن مواقع تلك الأفهام من هدى الله عزّ وجلّ. إقرأ المزيد