التقية في الإسلام ؛ دراسة موضوعية مقارنة على المذاهب الثمانية
(0)    
المرتبة: 42,856
تاريخ النشر: 04/04/2014
الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
نبذة نيل وفرات:التقية من المفاهيم الإسلامية التي أخذت حيّزاً واسعاً من النقاش والدرس نفياً وإثباتاً، وهو الأمر الذي قد يدعو إلى التساؤل حول مدى الحاجة إلى مثل هذه الأبحاث والدراسات بعد إفتراض أنها أخذت حظها من النقاش ولم يترك الأولون فيها للآخرين شيئاً؛ أضف إلى ذلك أن بعض النقاد ربما ينطلق ...من الحاجة إلى البحث عن مواضيع الإتفاق ونقاطه أكثر من الحاجة إلى النقاش في مواطن الإختلاف.
يدّعي مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، الذي يعني بإصداره سلسلة الدراسات الحضارية ومن ضمنها هذا الكتاب، يدّعي بأنه يعي المُنْطَلَقَيْن المشار إليها أعلاه، وقد يشاركه في ذلك المؤلف، ولكن ما يبرر نشر مثل هذه الدراسات هو إفتراض أن البحث في المفاهيم والقضايا الإسلامية لا ينسد باب الإجتهاد فيه وتقديم الجديد حوله مهما كثر النقاش.
من ضمن هذه المواضيع الملحة، يبدو موضوع التقية الذي يبدو أن الأمة بحاجة مزيد من الدراسات حوله، كي ياخذ هذا الأمر المختلف فيه حجمه الطبيعي، ولا يغطي بضباب الأوهام والصور النمطية المستوردة من تاريخ الفكر أو من خيالات المقترضين، ولما كانت مدرسة أهل البيت عليهم السلام تؤكد هذا المفهوم، وتعتبر جائزاً بين المسلمين والمشركين، وبين المسلمين والمسلمين، مقيّداً بضوابط وشروط، وينقسم الموقف منه على الأحكام التكليفية الخمسة بحسب الظروف التي يعيشها المسلم، وبحسب ما ينتجه ذلك الموقف، لذا فإن تحديد مفهوم التقية وبيان شروطها يعتبر خطوة قبلية لصون كل عمل حواري بين المسلمين، وكما يعتبر تأصيلاً لسلوك يحفظ به الإنسان نفسه، وماله وعرضه، ويحفظ به سلامة دينه ومعنوياته، وهو ما تفرضه مقاصد الشريعة.
من هنا، تأتي هذه الدراسة الذي توخى المؤلف من خلالها إستعراض التقية بجميع أقسامها وما يتعلق بها من تفاصيل، وإستعراض أدلتها القرآنية، ومناقشتها من حيث الدلالة والسعة والشمول والإطلاق والتقييد وما إلى ذلك، وإستعراض الروايات والآراء المرتبطة بها عند جميع المسلمين مع مناقشتها وترجيح ما يبدو أنه الحق، ومناقشة ما يطرح من إشكالات حول مفهومها، ودوافعها، وأسبابها، ومشروعيتها، وما إلى ذلك، وما يسببه تطبيقها من إشكاليات، وتقديم بعض الحلول المناسبة لها، من خلال بحث موضوعي شامل يهدف إلى إستجلاء حقيقة هذا المفهوم وتطبيقاته المختلفة، وما ينتج عنه من إشكالات فقهية، وإجتماعية، وإقتصادية، وثقافية.
وأما منهج المؤلف، فكان المنهج الوثائقي القائم على تحصيل مجموعة كبيرة من الوثائق ونقدهما داخلياً وخارجياً، وهي تتوزع على وثائق شرعية وتاريخية، يضاف إلى ذلك إستدلال عقلي ومنطقي، وبحوث لغوية، بحيث يمكن القول بأن المؤلف قد استفاد من مناهج عدة بحسب طبيعة الوثيقة محل البحث؛ وإن كان الغالب هو المنهج التحليلي.
وقد تم تقسيم الكتاب إلى أربعة أبواب، تناول الأول منها مفهوم التقية وموجباتها، ودار الباب الثاني حول أدلة التقية، أما الثالث فقد تم تخصيصه لفقه التقية في قنواته المذهبية، وتم فيه إستعراض آراء المذاهب الأربعة المدونة مضافاً إليها المذاهب الفقهية الثمانية ومذاهب الظاهرية والزيدية والإباضية، ثم مذهب الشيعة الإمامية.
وتم في الباب الرابع تناول موضوع إشكاليات التقية وحلولها، ويمكن القول بأن هذا البحث إنما يمثل بحثاً علمياً موضوعياً جديداً في بابه، يقيد الباحثين المدققين، ويشكل لبنة في بناء بحوث مستقبلية حول عنواناته. إقرأ المزيد