في معنى العروبة ؛ مفاهيم وتحديات
(0)    
المرتبة: 5,563
تاريخ النشر: 18/03/2014
الناشر: المركز الثقافي العربي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:أن تكون عروبياً يعني أن تؤكد انتماءك لأمة عربية تتشارك اللغة والتاريخ والثقافة والحضارة والأرض، ولديها الحق في أن تقر مصيرها لتصبح أمة ذات سيادة؛ أي إن الرابط الذي يجمع هذه الأمة ليس رابط الدم أو العرق وإنما رابط اللغة المشتركة. القومية العربية حاجة لتوحيد غالبية الشعب، حتى في ...الدولة القطرية، لكي لا تنهار إلى طوائف، وهي ليست مصنوعة أو متخيلة من لا شيء؛ بل هي جامع ثقافي يقوم على اللغة المشتركة والتاريخ المشترك، وجامع سياسي وتعبير عن تطلعات سياسية لها تاريخ حديث وقديم. إذا يمكننا القول بأن الإنسان العربي هو الذي يعيش الثقافة العربية ويتحدث اللة العربية، لكن ليس كل عربي عروبي بالضرورة، ولا يكون العربي عروبياً إلا إذا انتمى سياسياً للأمة العربية الواحدة [...].
أن تكون عروبياً يعني أن تسعى لنهضة عربية شاملة. لا تتبرأ من أمتك في وقت ضعفها ووهنها، ولا تدير ظهرك لها وكأن الأمر لا يعنيك؛ بل في وقت اشتداج الأزمات تقوم بكل ما تستطيع لإنهائها، ولتساعد في النهوض بكل ما تستطيع، فالعرب أهلك، وهذه مسؤوليتك... كعروبي [...]
ضمن هذه الرؤية التي عرضتها حنان الهاشمي في خاتمة هذا الكتاب، تأتي هذه الأبحاث القيمة لمجموعة من جيل الشباب السعودي الذي يؤمن بعروبيته وبقوميته العربيةز أبحاث تحمل مضامين تعمل على بث روح العروبة في هذه الأمة التي يتخبط أبناؤها في محاولة لمعرفة هويتهم. وإلى هذا فقد تم اختيار محاور هذه الأبحاث بعناية فائقة، تتصب كل واحدة منها على الاهتمام بقضية رئيسية تعاني منها المجتمعات العربية، ويظهر هاجس الباحثين عبر تكامل وتماسك الإسهامات المختلفة التي تركز على تحليل القضايا الجوهرية المشتركة بين كل الدول العربية، من انتقاد كيفية إقامة الحدود بين الدول القطرية "في هجاء الحدود-التجزئة والوحدة العربية" (للباحث محمد الربيعة) إلى قضية "الاستقلال والسيادة الوطنية" (للباحث نمر المرزوقي)، وقضية "القومية والعنصرية" (للباحث محمد الصادق)، وقضية "التجديد والتبادل الثقافي بين الأمم" (للباحث عبد الله البلعاسي) إلى قضيتين رئيسيتين إضافيتين هما "القومية والديموقراطية" (للباحث بدر الإبراهيم) و"التنمية المستقلة عربياً" (للباحث علي الصفار) وكذلك "القومية والدين والطائفية" (للباحث عبد الله الدحيلان)، وأخيراً إلى مسالتين لهما بعد ثقافي سياسي عام ومثيرتين للجدل في الساحة الفكرية الدولية والعربية، الأولى تتعلق "بالقومية والنسوية" (للباحثة نورة الدعيجي) والثانية حول "المذهب الإنساني، والإنسانوية، وحقوق الإنسان: بحث في ثالوث حديث" (للباحث سلطان العامر).
هذا وقد تم تتويج مجموعة هذه الأبحاث بورقتين حول القضي الفلسطينية؛ إحداهما تدور حول أهمية فلسطين في الوعي العبي وسوء التعامل بها من قبل القيادات القطرية الفكرية والسياسية "في العودة إلى فلسطين العربية" (للباحث نايف السلمي)، والثانية مكملة لها تركز على تفكيك المزاعم الصهيونية "المزاعم الصهيونية في فلسطين" (للباحثة غادة بن عميرة).
إن تنظيم هذه المحاور الثلاثة أي: 1-الحدود، الاستقلال، السيادة، 2-القومية والعنصرية والتعددية الثقافية والدين والطائفية والتبادل الثقافي، 3-الديموقراطية والقومية والتنمية المستقلة، لهو تنظيم بعطي صورة عامة معمقة حول جميع المشاكل التي هزت الكيانات القطرية العربية وسببت الحروب الأهلية المتعددة.
ولذلك فإن هذه المجموعة من الأبحاث الرصينة في هذه القضايا التي لا تزال تثير محاولات واختلافات ونزاعات لا حصر لها، تكون موسوعة دقيقة تسعى إلى هدفين رئيسين: الأول هو معاينة الأوضاع دون أي نوع من الانحياز الأيديولوجي أو الديني والطائفي والمذهبي، والثاني هو فتح الطريق أمام بناء إطار إدراكي ومعرفي لتجاوز كل الأوضاع المتشنجة والسياسات التي أدت إل الفشل في علاقات العرب في ما بينهم وبين أقطارهم وكذلك مع العالم الخارجي. أما ما يخص المنهج المتتبع في هذه الأبحاث فهو المنهج المعرفي الذي يمزج بشكل رصين بين الاطلاع الواسع على العديد من الكتابات والتحليلات الموضوعة من قبل المفكرين العربي الذين تجاوزوا انتماءاتهم الضيّقة العشائرية أو الإقليمية أو المذهبية بحثاً عن الفضاء العربي الأوسع الذي تذوب فيه الخصوصيات المثيرة للعصبيات ويغتني بالتعدديات العرقية أو الدينية. إقرأ المزيد