دراسة تاريخية لتطور مدينة حماه المعماري والعمراني
(0)    
المرتبة: 36,926
تاريخ النشر: 01/02/2014
الناشر: دار الفارابي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:لم يكن الفن العمراني لمدينة حماه في تلك القصور والقباب التي انتصبت فيها فقط، فهو أيضاً في الجماهير التي صنعت معها ولنفسها ولغيرها نسيجاً عمرانياً، ومئات المفردات العمرانية التي عبرت بشكل فني عميق، عن روح الشعب ووجدانه، وأدت المهمة الجمالية التي صنعت بها تلك المفردات من ناقشي الحجر والمعماريين ...والنحاتين، وهم أبناء هذه الأرض، أبدعوا فيها الطرز التي كانت شائعة، ومن خلال تراث فني طويل، يمتد عميقاً في جذورهم إلى أيام الفينيقيين، والكنعانيين، والآراميين الأوائل؛ إنها تراكمات فنية كانت على أيديهم يصوغونها من خلال أذواقهم المتطورة، هي نتاجهم الذي صنعوه، والذي نفذوه عمارة، ونحتاً، وتصويراً، وتلويناً، ونقشاً.
لقد ناقش هذا البحث الفهم المعماري لمدينة حماه، وأدرك المؤثر الأساسي في تشكيل عمارتها التراثية، وبيّن نواحي التشابه الجوهرية فيها، واستكشف الخصائص الفنية لها. وقد افترض الباحث وجود علاقة كبيرة في الثقافة العمرانية للعصور المختلفة التي مرت بها ميدنة حماه، وخاصة في فترة الحكم العثماني، منذ مطلع حكم السلطان محمود الأول 1730-1754 وانتهاءً بسقوط السلطان عبد الحميد الثاني.
وقد تمحور البحث حول البداية المحلية لفن العمارة في حماه، واستند إلى كثير من المعطيات والملاحظات التي لم تكن موضع اهتمام كافٍ من قبل، ولم تشكل هدفاً واضحاً من قبل الباحثين.
وقد انطلق المؤلف في البحث معتمداً على منهج التفكير التاريخي العلمي، بإلقاء الضوء عليها من خلال التقديم التاريخي والوثائقي لسجلات المحكمة الشرعية بحماه، والتي هي من المصادر المخطوطة الرئيسة التي يمكن للباحث الرجوع إليها.
وللإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه جاء الكتاب في أربعة فصول توزعت وفق ما يلي: الفصل الأول: موجز عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلاد الشام وحماه خصوصاً بين عامي 1730-1909، الفصل الثاني: العمارة في حماه من حيث المضمون، الفصل الثالث: التجمعات العمرانية ودور المعمار العربي في هذه التجمعات، الفصل الرابع: التأثير الفني لعمارة حماه ومعمارييها.نبذة المؤلف:انصرف معظم المؤرخين العرب في المرحلة التاريخية المعاصرة في دراساتهم إلى إيضاح تاريخ البلاد العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين الطافحين بأحداث الاستعمار الغربي وتغلغله في البلاد العربية والمشكلات المختلفة الناجمة عنه، إذ جذبهم بريق أحداث النهضة والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، مهملين أو متناسين الجذور البعيدة لها، وبذلك كان تاريخ القرون السابقة غامضاً.
حاولت في بحثي هذا أن أستجلي هذا الغموض وأن أسدَّ ثغرةً مهما كانت ضيقة. لقد وقع اختياري على دراسة تطور مدينة حماه المعماري والعمراني لأسباب أهمها:
1 ـ إزالة الغبار عن دور الحجر والعمارة في بلاد الشام عموماً ومدينة حماه خصوصاً في التأريخ وفي هوية ذلك الحجر، وكيف أنه عامل نقد وتفاعل حضاري ايجابي مُبْدِعْ.
2 ـ الكشف عن الجذورة لهذه العمارة، والتي تغذَّت من تربة غنية توضعت في بلادنا منذ قرون مضت وهي ذات قيمة اجماعية واقتصادية وتاريخية وسياسية.
3 ـ إظهار تحول العمارة إلى مفهوم ثقافي وفكري. إقرأ المزيد