الكافي في الفقه الحنفي - فقه العبادات على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان
(0)    
المرتبة: 38,434
تاريخ النشر: 15/12/2013
الناشر: مؤسسة الرسالة العالمية، مكتبة دار العلوم
نبذة نيل وفرات:أكرم الله تعالى الأئمة الأربعة المجتهدين وأولهم الإمام أبو حنيفة بالعلم والأخلاص لله تعالى، وأكرمهم بحسن الفهم للنصوص والأدلة، وزينهم بالتقوى ومراقبة الله تعالى، وألقى على أقوالهم وأحكامهم القبول لدى العلماء المعاصرين لهم ومن جاء من علماء التفسير والحديث والفقه واللغة؛ بل ومن أصحاب القلوب وأرباب الزهد الحق في ...الدنيا وزخرفها. وقد قام بعد أولئك الأئمة الأربعة بخدمة أقوالهم وأحكامهم واجتهاداتهم وبيان قواعدهم وطرق فهمهم وتمحيص أدلتهم، علماء يُعدّون –على مدى القرون- بلألوف، على اختصاصاً مهم الشرعية المختلفة، فلم تعد أقوال أولئك الأئمة أقوال أفراد عظام من العلماء، بل أصبحت مدارس توافد على خدمتها ونشرها ونصرتها كثير من ذوي الاختصاصات الشرعية، وهذا يمكن الوقوف عليه في الكتب المؤلفة لتقرير المذاهب وأحكامهم، التي يُبين من خلالها العلماء أنّ تلك المذاهب اتجاهات معقّدة موضحة، فينهل الناس من حفيفها، وأنها مدارس صحيحة الأصول، قوية البنيان، متينة الأركان، صادقة في القصد.
فليس من السهل على فرد أو أفراد تخطئة مذاهب أولئك الأئمة، والإنكار لقواعدها وتوجهاتها بعد أن أصبحت مدارس صحيحة الأصول، قوية البنيان؛ ومايقال في مذهب الإمام أبي حنيفة يقال في المذاهب الأربعة. وقديماً قال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام عبد الرحمن الأوزاعي: (لا يكاد يوجد الحق فيما اتفق أئمة الاجتهاد الأربعة على خلافه مع اعترافنا بأن اتفاقهم على مسألة لا يكون إجماع الأمة، ونهاب أن نجزم في مسألة اتفقوا عليها بأن الحق في خلافها).
من هنا يأتي هذا الكتاب الذي فيه المؤلف على إعادة طبع تلك الرسائل، أي رسائل الإمام أبو حنيفة في فقه العبادات لتكون نبراساً لأتباع مذهب الإمام أبي حنيفة، ولمن شاء أن يتفقه من الناس ويزدادون بها علماً، كما هو شأن أصولها، ولتكون بالنسبة لهم بمثابة طمأنة على أحكام مذاهبهم، وحرصاً على أحكام مذهبهم، فلا يقبلون أي قول عابر، ولايميلون مع كل قائل. ومثل هذا يقال في المذاهب الأربعة عامّة، فلأئمة الأربعة أبناء مدرسة واحدة في الإيمان والاعتقاد، واعتماد الأدلة الشرعية، وكلهم كانوا في موسم علمي قريب، فقد التقى مالك وأبو حنيفة أكثر من مرة في طيبة الخير (في المدينة على ساكنها الصلاة والسلام)، ونزل الإمام محمد بن حسن الشيباني ثاني تلامذة الإمام أبي حنيفة على مالك ثلاث سنوات أخذ منه فيها "الموطأ" وعلوماً أخرى. ودرس الإمام الشافعي على محمد بن الحسن، وأخذ منه علومه، وطلب أحمد بن حنبل الحديث أول ما طلبه على الإمام أبي يوسف التلميذ الأول للإمام أبي حنيفة.
من هنا يمكن القول بأن المذاهب الأربعة أغصان دوحة واحدة قامت على أساس الدين والحق. فإذا رأينا بعض الآراء الجديدة تخالف مسائل ظاهرة في مذاهب الأئمة، فينبغي المحافظة على المذاهب في هذا دون ما جدّ عند بعض الناس ظنّاً أنّه الصواب. وإنّ مما يدل على فضل علم الفقه ومكانته وحاجة الناس إليه، هذه المجامع الفقهية المتواجدة بين الأزهر الشريف ومكة المكرمة، وجدّة، والرياض، وغيرها، والتي تنظر في القضايا المعاصرة أو الوافدة فتستعين بالفقه واختصاصاته لإخراج الأحكام الشرعية، ملبّين حاجة المسلمين الملحّة في تلك المسائل المستجدّة من خلال بيان أحكامها الفقهية. إقرأ المزيد